23 ديسمبر، 2024 2:26 م

احذروا أيها العراقيون من هؤلاء المارقين

احذروا أيها العراقيون من هؤلاء المارقين

أثبتت الوقائع والأيام، وما وقع فيها من أحداثٍ جسام، وفتنٍ سودٍ كقطع الليل المظلم، زلزلت الأرض، وأضرمت النار في البلاد، وشتت الشعب، ومزقت المجتمع، وقضت على كل روحٍ للتعايش كانت قائمة أو ممكنة بين الناس، هي أحداثٌ أليمةٌ وموجعةٌ، وفي أكثرها محزنة، عمت ارجاءالبلاد على يد معظم السياسيين او ممن يحسبون على واجهات دينية معينة، والغريب العجيب ان هؤلاء لم يستثنوا احداً الا وتلطخت أيديهم بدمائه ، حتى انقلبت أحوال البلاد رأساً على عقب ، تغيرت فيها شؤون الناس ، وسممت حياتهم، وضيقت عيشهم، وجعلتهم فرقاً وأحزاباً، وجماعاتٍ وتنظيمات، وثواراً وفلولاً.
أحداثٌ مريرة جعلت الحليم حيراناً، أشابت الصغير وأفنت الكبير، وأخرجت العاقل عن طوره، والحكيم عن عقله، وقلبت الموازين، وغيرت المعايير، ووضعت مقاييس جديدة، لا علاقة لها بالعقل، ولا صلة لها بالمنطق، ولا قيمة عندها للحق والعدل، وقواعد الإنصاف والحكمة، بل تتناقض مع معاني السلام، وجوامع الخير والمحبة والتآخي والمودة والتسامح والعيش المشترك.
في ظل هذه الاحداث الأليمة، غاب الصدق و العدل، وفقدت المصداقية، وعلا صوت الدهماء، وأحضر السفهاء، وأُقصيَ العقلاء، وأبعد الحكماء، ولم يبق مكانٌ للطيبين البسطاء، ولا للمخلصين الأمناء، ولا للصادقين الأصلاء، عندما تسيد المبطلون، وتحكم المتنفذون برقاب العباد بعد ان اورثوا وعلى مدار عقد من الزمن الخراب والدمار في ارض السواد ، اذناب هذه الثلة المريضة واربابهم الذين يجتمعون على موائد جلسات الكذب والنفاق ، يزينون الكلام بالافتراء، يؤيدون من شاءوا، ويصبون جام غضبهم على من عادوا، وغيرهم من الخصوم والأنداد، يصفونهم بما يشاؤون، وكيف يريدون، يلصقون بهم التهم، ويلحقون بهم ما يشين، ويحملونهم ما لم يقولوا، ويحاسبونهم على ما لم يرتكبوا.
هؤلاءالناسٌ جدفوا مع التيار، وسبحوا حيث يريد الأشرار، وغيروا مواقفهم وفق الحال، وبدلوا كلامهم ليناسب الظرف، ويخدم أرباب المال، وأصحاب الجاه، فبحثوا عن أصحاب الضمائر الميتة، والقلوب المتحجرة، والنفوس المريضة، ممن يملكون اقلاماًمبريةً تكتب بكل الألوان ،لا يهم هؤلاء أن تتناقض مواقفهم، أو تتبدل كلماتهم، أو أن تتغير مواقعهم، فلا بأس عندهم، ولا يوجد ما يعيبهم، إذ هم ليسوا أكثر من آلة، تعمل وتشتغل ما دام فيها وقوداً، وتتعطل وتقف ما إنيفرغ الوقود ، ووقودهم المال، وقطرانهم الهدايا ، وزيتهم يتأثرارتفاعاً وانخفاضاً بتغير أرصدتهم، وارتفاع حصصهم، وأرقام حساباتهم التي يعرفها المشغلون، ويسأل عنها المحتاجون، ويحفظها المتعهدون. فهل يخطئ أصحابَ الحقوق إذا سَكتوا عن الظلمْ، وتجرعوا الإهانةْ، وصبروا على أذى أهلِهمْ وأبناءُ شعبهم، أم لا بد لهم من معارضٍيأخذ بحقهمْ، ويرفعُ صوته في وجههم، ويعاملهمْ بنفس أدواتهم، فيرد الصاع بمثله،إذ لا يرد الرطل إلا الرطلين، ولا يفل الحديد إلا حديدٌ مثله .
السلام على الذين يترفعون عن المناصب ويضعون مصلحة الوطن فوق هاماتهم … ولا سلام على الذين روعوا شعوبهم واذلوها ، بددوا الثروات وأورثوا اوطانهم الخراب والدمار.