الخلاصة:
وصفت الآيات الست التي ذكرت آنفا حياتنا بالآتي:
1. «متاع الغرور»: مرة واحدة.
2. «لهو ولعب» أو «لعب ولهو» تقديما وتأخيرا: خمس مرات، أربع منها بدون إضافات.
3. «لعب ولهو»: مرة واحدة مع إضافات: (زينة، تفاخر، تكاثر): مرة واحدة.
حتى لم تذكر هذه الآيات أو غيرها إن الحياة عبارة عن عبادة لله وتقوى وتعاون وإحسان وإنفاق في سبل الخير، وإقامة للقسط، وإلى غير ذلك، بل اختزلتها على الأقل في الآيات التي وردت بجمل تعريفية وبصيغة حصرية، بهذه الجوانب:
1. متاع غرور.
2. لهو.
3. لعب.
4. زينة.
5. تفاخر.
6. تكاثر بالأموال.
7. تكاثر بالأولاد.
وهي ليست إلا ما ذكر، فهي ليست إلا متاع غرور، وهي ليست إلا لهو ولعب، وهي ليست إلا زينة، وليست إلا تفاخر، وليست إلا تكاثر بالأموال، وتكاثر بالأولاد (الذكور بالذات)
فمتاع الغرور تعني أنها زائلة، كما هو المتاع الذي لا يبقى، ولكن رغم زوالها يغتر الإنسان بها، وهي لهو ولعب وتفاخر وتكاثر. فما أبأسها من حياة، وما أتعسها من حياة، وما أرذلها من حياة، وما أحقرها من حياة. فإذا لم تكن الحياة ألا هذا الذي ذكرتها هذه الآيات القرآنية، التي هي حسب عقيدة المسلمين كلام الله المباشر، والله هو الذي خلق الكون، وهو الذي علم أن من هذا الكون، سيكون فيها كوكب، أو ربما كواكب، تكون فيها حياة، ويكون فيها هذا الكائن الإنساني، بكل أطواره ومراحله، حتى بلغ ما بلغ. إذن لماذا خلقنا الله في حياة حقيرة عنده، ليس إلا لهو ولعب وسخف ولغو، ثم سيحاسبنا ويعاقبنا على أتفه الأمور الشخصية المحضة، التي لم نؤذ بها أحدا، فيما نأكل ونشرب، وفيما نمارس من علاقات حب أو علاقات جنسية، ليس فيها، أو ليس لذنب سوى أن عقولنا التي خلقها هو وأرادها رغما عنا أن تكون قاصرة وعاجزة عن إدراك الحقيقة المفترضة، التي لا ندركها عبر الحواس والتجربة والبحث العلمي، سواء مثلت هذه الحقيقة الدين الحق الذي يريدنا أن نؤمن به، فوجدت عقولنا الكثير اللامعقول فيه، ووجدت فطرتنا الإنسانية الكثير اللامقبول فيه، أو لأن منا من ولد في بيئة تنتمي إلى غير الدين الحق المفترض، أو كان الذي لم نؤمن به هو وجوده تنزه وتعالى.