فمن الطبيعي إن الكتاب الذي يفترض به أنه صادر من الله، لا بد له من أن يتناول الحياة (الدنيا) هذه، ويحدد موقفه منها، ويتناولها بكافة أوجهها. وربما يكون القرآن قد فعل ذلك بشكل متناثر، ولو حسب الرؤية الكونية التي يعتمدها القرآن، متأثرا – حسب عقيدتنا كلادينيين – بالرؤية الكونية لمؤلفه، مقتبسا مما قبله من الأديان ومنقحا – حسب رؤيته وتصوره – وحاذفا ومضيفا. ولكن هناك جمل محددة في القرآن أشبه ما تكون بتعريف القرآن للحياة، وخاصة عندما يصفها بكلمات محدودة وحصرية، عندما تأتي هذه التوصيفات بجمل حصرية، أي مشتملة على أداة أو صيغة من أدوات وصيغ الحصر، إما باستخدام «ما» النافية تتبعها أداة الاستثناء «إلّا»، وإما باستخدام «إنما» الحصرية. فدعونا نتأمل في تعريفات القرآن لحياتنا التي خلقنا الله فيها ولها، بسرد ست آيات بهذا الصدد، ثم استخلاص الصفات التي وصفت هذه الآيات الحياة بها، تعريفا لها.
1. وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ (185) [آل عمران].
2. وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا لَعِبٌ وَّلَهوٌ وَّلَلدّارُ الآخِرَةُ خَيرٌ لِّلَّذين يَّتَّقونَ أَفَلا تَعقِلونَ (32) [الأنعام].
3. وَما هاذِهِ الحَياةُ الدُّنيا إِلّا لَهوٌ وَّلَعِبٌ وَّإِنَّ الدّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ لَو كانوا يَعلَمونَ (64) العنكبوت
4. يا قَومِ إِنَّما هاذِهِ الحَياةُ الدُّنيا مَتاعٌ وَّإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دارُ القَرارِ (39) [غافر].
5. إِنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَّلَهوٌ وَّإِن تُؤمِنوا وَتَتَّقوا يُؤتِكُم أُجورَكُم وَلا يَسأَلكُم أَموالَكُم (36) [محمد].
6. اعلَموا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَّلَهوٌ وَّزينَةٌ وَّتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكونُ حُطامًا وَّفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَّمَغفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضوانٌ وَّمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ (20) [الحديد].