23 ديسمبر، 2024 10:07 ص

احترام مقدسات الأخر لغة العقلاء

احترام مقدسات الأخر لغة العقلاء

ان احد الأسباب المؤثرة بشكل كبير في الصراع السياسي بلونه الطائفي المستفحل في المنطقة هو الخطاب المنفلت الارتجالي الذي ينطلق من ضيق أفق ونظرة لا تتعدى خيال صاحبها ذلك الخطاب الذي يسيء الى الرموز المقدسة لدى الأخر بحجة وتحت ذريعة نصرة المذهب او الخط الصحيح او احد مصاديق البراءة والمولاة وحقيقة البراءة والمولاة بهذا الفهم الخاطئ تتعارض مع مبدأ اصل له القران الحكيم الا وهو مبدأ احترام الرموز المقدسة لدى الأخر لا لقناعة فيها بالضرورة بل لمصلحة كبيرة وضرورية فعندما يقول القران الكريم { وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ …..} يتضح لنا الجانب المقاصدي لهذا النص القراني وهو قطع الاسباب التي تؤدي الى التعدي على اسم الجلالة بالسب ، وسب الله جل ذكره لا يقل أهمية عن حفظ الدماء في الاسلام والمفاهيم الاسلامية كما هو معلوم ، تخيل ان جماعة من الناس تقدس فلان الصحابي او الاسم الكذائي وبعضهم لا يسمي ابنائه باسم هذه الشخصية الاسلامية احتراما منه لها وتأتي انت وبكل برود وتسيء لهذه الاسم والرمز وتتهمه بما يستحي الإنسان من ذكره وبعد ان يقوم بردة فعل قاسية وينتقم منك وهو يضن انه نصر الاسلام ودافع عن أمهات المؤمنين وشرفهن ، تصرخ وتلومه وتعتب عليه او تشكو منه ، فمن أحق بالعتب واللوم أنت ام هو؟! 
فأنت من ساهم في تصديق من اتهمك انك لست بمسلم وانك تسب الصحابة وتعادي الاسلام فالأخر بعقيدته ان هؤلاء الذي تسبهم هم نواة الاسلام وقادته واصله فبدل ان تدفع الشبهات عنك وتطبق المبدأ القراني الذي اشرنا له ، بدل ذلك تقوم بالاعانة عليك وهذه الإعانة يعملها ويحققها اثنان مغرض متربص ، وضحية مندفع لا يملك بعد نظر فالأول لا كلام لنا معه وللثاني نقول اتق الله وتفطن لما يراد بك وبدينك وقومك وبلدك واسمع ممن شخص الأمور وعرف مكامن الخطر وعلى الأقل لا تقف بوجهه وتطلق لسانك وقلمك لاتهامه ، فنحن بحاجة الى من يكشف ويعرف لنا تلك الحقائق ويبين خفايا الأمور ففي هذه الأيام برز خطاب من هذا النوع خطابا واعيا بمعنى الكلمة ، يحترم الاخر ومقدسه رعاية للصالح العام ، ويبين للأخر بأدب زيف وبطلان الفكر الذي قاده الى تكفير وقتل الأخر المختلف عنه فقد تابعت سلسلة محاضرات للمرجع الصرخي الحسني تناول فيها فكر وأراء رأس التكفير الشيخ ابن تيمية بأسلوب علمي برهاني لا يحيد عن الدليل والاستشهاد مع ملاحظة احترام رموز الاخر ومقدساته والتي استخدمها ابن تيمية وغيره كحجة لتكفير طائفة من المسلمين فهذا الخطاب وصاحبه بحاجة الى فسح مجال وإعانة منا ولا نقابل هذه الجهود بجحود وسيل تهم وتشكيك فالأمر كبير ويتعلق بالإسلام ودماء الناس ويتطلب تضافر الجهود وتبني هذه الأفكار والأطروحات التي يطلقها المرجع الصرخي ضد الفكر التيمي والتي لا شك انها لو وصلت الى المغرر بهم لأسهمت بصورة كبيرة في تجفيف منابع الإرهاب ، ففي عقل كل انتحاري أفكار تيمية ووقود كل عجلة مفخخة فتاوى وأراء ناصبيه .