18 ديسمبر، 2024 5:27 م

اثمرت دعواتي .. رسالة جامعية اخرى عن شمران الياسري

اثمرت دعواتي .. رسالة جامعية اخرى عن شمران الياسري

دعوتُ من خلال عدد من وسائل الاعلام في الاعوام 2015 وما بعدها الى تجذير عطاءات الرموز المجتمعية والفكرية العراقية الذين ودعوا دنيانا ،بوجدان الاجيال الجديدة ، قبل ان يمحوها الزمن ، وتضيع مع السنين والايام في ابحاث رصينة ورسائل جامعية ، ومن الشخصيات التي جئت على ذكرها في دعوتي الرمز الكاتب والمفكر شمران الياسري ، المعروف جماهيريا باسم (أبو كَاطع )

وقد سعدتُ في العام 2017 ، حين اجتهد السيد عقيل فاضل زكي احد الاكاديميين ، وابحر في الابداع القصصي للأستاذ الياسري ، فحصل على الماجستير من الجامعة المستنصرية عن رسالته الموسومة بـ ( البناء السردي في رباعية شمران الياسري) وهي رباعية معروفة باسم رباعية أبو كَاطع وهي : الزناد ، وبلابوش دنيا ، وغنم الشيوخ ، وفلوس حميد خاطب فيها الفلاح ، ولامس أفكاره ، وما يجول بخاطره ، بين فيها اهمية التمسك بالأرض .. والارض عنده الوطن ..

ثم فرحت اكثر ، عندما سمعت ان رسالة ماجستير اخرى حصل عليها السيد كريم خفيف من جامعة واسط بعنوان ( شمران الياسري ودوره الفكري والسياسي في تاريخ العراق ) يوم 17 من الحالي الشهر .. وقد تحقق ما دعوت اليه والحمد لله .

ان الباحثين الجامعيين هم بناة الأوطان وهم من بأيديهم مجد وسمو أوطانهم، فمن أجل الوطن ومن أجل سموه لا بد أن يحظى المبدعون بالاهتمام اللازم، ولا بد أن توجد مراكز بحثية تهتم بالإبداع وترعى المبدعين ، فهم رموز ولآلئ ، فذلك يخدم الوطن كثيراً ، والرسائل الجامعية مفتاح لباب الرقي ، فوجود المبدع الرمز في حياة المجتمع عامل مؤثر في مسيرته ونجاحاته ، وان من الأسباب التي لها أثر على مر التاريخ ، في حالات النصر والهزيمة، وفي التقدّم والتأخر، وفي التحضّر والتخلّف، هم الرموز والأشخاص، فالنصر لا ينزل من السماء دون أن يحمله رموز قادرون على البذل والتضحية ، وهذا الحمل له صور عديدة منها النضال الوطني والكتابة ذات الاثر المجتمعي وشحذ الهمم بالقلم وغيرها ، وقد ادى الرمز الياسري كل هذه المهام بكل عنفوان ، فكان اسما لامعا يحفظه الشعب .

لاشك ان الموهبة التي تمتع بها الرمز الياسري ، طيب الله ثراه ، نعمة من نعم الله ، وثروة عظيمة ونادرة في الأمة ، والبحث في تراثه الفكري اكاديمياً والاحتفاء به يعطي بعداً مهماً ومردوداً إيجابياً مفيداً ، ويعود بالنفع على الاجيال المقبلة ، وسينعكس ذلك على انطلاقتهم ومواهبهم وقدراتهم إلى مستقبل مرموق, ترتقي الى المستوى الراقي وتبلغ أوج مجدها بالعطاء ، فالاهتمام الجامعي بالرموز الوطنية والمبدعين دليل على وعي الأمة وعنوان رقيها وتطورها ، وبه يقاس مدى وعيها ونهوضها وتقدمها ..

مبارك لمحبي الياسري الكبير ، هذا الاهتمام الجامعي بنضاله وعطاءه الفكري ، وقد تأثرت بكلمة نجله الاستاذ إحسان الياسري التي وجهها لمحبي ابيه في اعقاب حصول الباحث كريم خفيف على الماجستير، بالقول : تشرفت كثيرا بمشاركة الأصدقاء والأهل وحضورهم مناقشة رسالة صديقنا الاستاذ كريم عن دور الراحل شمران الياسري الفكري والسياسي في تاريخ العراق…لقد أصبح شمران الياسري عنوانا لمناضلي محافظة واسط ومفكريها فضلا عن كونه عراقيا، امتدت تجربته الفكرية والأدبية لآفاق دولتنا الحبيبة وعالمنا العربي.

رحمك الله تعالى أبي الغالي، كنت ولم تزل نبراسا مجيدا تعبق آثارك بعطور عراقية نابتة في صميم الوجدان العراقي.