23 ديسمبر، 2024 4:00 م

اثار الموصل هجمة اقليمية بأيدي داعشية

اثار الموصل هجمة اقليمية بأيدي داعشية

المتتبع لسياسة داعش منذ دخولها الى سوريا والعراق لا تباشر بعمل وتبدا بتنفيذه الا بفتوى واضحة وكبيرة ومن جهات متنفذة لا يشكك بأعلميتها على مثل هذه الجهات وهذه الفتوى تنشر ولأيام في الاعلام والقنوات المتعاونة والمسوقة لداعش لتهيئة الناس لها وقبولها على ماهي عليها بل في احيان كثيرة يبدأ التمهيد لهذه الفتوى بأعمال صغيرة قبل ان تبدأ بالهدف الكبير وراينا العشرات من الفتاوي والتوصيات الغريبة والغير مالوفة في الاوساط الاسلامية والعربية لكنها مررت بسهولة في المدن التي تحتلها داعش ..
في موضوعة الاثار في مدينة الموصل لم نسمع او نقرأ اي فتوى في هذا الأتجاه ابدا اتجاه تحطيم وتدمير اثار وحضارة الموصل بل سمعنا لغطا هنا وهناك على ايدي المنفذين ان هذه الاثار وجدت من اجل عبادتها وهي حجر لاينفع ولا يضر وهذه ليس فتوى بل كلام لتبرير الفعلة واعطاءها مسوغ شرعي ليس الا ,,تبدأ الهجمة على اثار الموصل وهي هجمة مدروسة ومرتبة واختيار اثار موصلية ليس اعتباطا بل اختيرت اثار ومهمة وأحيانا تشعر ان هذا الفعل موجه من قبل شخصيات اثرية او شخصيات تعرف هذه التي يجب تدميرها والا ان الموصل فيها من الاثار والمواقع مايتجاوز الالفين موقع وهي
مواقع عملاقة ومسجلة لكن التركيز على بعض الموقع الاثرية التي لها اهمية وتأثير على مناطق اخرى وتحويل الانظار لتلك بصورة اقل مايقال عنها انها مدفوعة الثمن ومعروفة الغاية ,,
احتل داعش اكثر من مدينة عراقية منها تكريت وديالى والرمادي وهذه المدن الثلاث فيها من الثار ما يعادل ويضاهي بالاهمية والتاريخ ما موجود في مدينة الموصل لكن لم يخرج الدواعش في الاعلام وهم يحطمون الاثار ويكسرون التماثيل بالفؤوس ويفخخون تلك الجوامع والاعمدة في تلك المدن .
في مدينة ديالى مثلا يوجد اكثر من 900 موقع اثري منقب فيه وشاهد للعيان وعميق في التاريخ على نهر العظيم يوجد سد لازالت اعمدته شاخصة وهو من العهد الساساني ويقع في مدينة الخالص وايضا قنطرة بهرز ذو الاعمدة الثلاث وتعود للعصر العباسي والكثير من المباني الاثرية والتاريخية وقبة ابي إدريس وهي في الاصل قبة اتخذها المتصوفة مكانا لتصوفهم ومحلا للتريس وللعبادة وتقع الى الجنوب من بعقوبة وتضم ايضا موقع الزندان في قضاء المقدادية وهو قلعة اثرية تاريخية، وموقع حاج يوسف في مندلي الذي يضم عيون المياه الكبريتية، والموقع الاثري (الخان) في ناحية بني
سعد والذي سميت الناحية نسبة اليه، وموقع تل اسمر في ناحية بهرز اضافة الى مجموعة من المباني الاثرية والتراثية في بعقوبة ومندلي وخانقين.وفي ديالى اكثر من مئة دار تراثي مهم وشامخ ناهيك عن وجود متحف بعقوبة المغلق لكن هذه الاثار لم تتعرض لمثل ماتعرضت له اثار مدينة الموصل ..
اما في مدينة تكريت فهي الاخرى لم تكن فارغة من الاثار ففيها من الاثار ما يثير العجب العجاب من ابداع وروعة ففيها عمارة الاربعين التي مازالت تعاند الزمن وتل مجمتن الغربي والشرقي والكنيسة الخضراء التي من العجائب المتميزة في فن البناء والتراث وتقع في المجمع الرئاسي وقصور لها تاريخ ممتد الى ماقبل الحقبة الاسلامية وهي لازالت شامخة رغم ما تعرضت له المدينة من اثار للهجمة البربرية الداعشية في بعض من مناطقها ..
والرمادي ايضا لا زالت تحتفظ بالكثير من اثارها ولقاها في مدن هيت وراوة وعانة وفيها من الاثار ما يسر الناظر ويتوقف عندها السائر ففيها تل اسود وجبل محمد وايضا وجود المتحف الذي اغلق خوفا من العبث بمحتوياته ,,من هذه النبذة البسيطة والمتواضعة لوجود الاثار في مناطق محتلة من قبل داعش لم تتعرض لمثل ما تعرضت له اثار وتاريخ وحضارة الموصل لا بل تشعر احيانا ان هناك من يريد ان يكون فعل داعش منشور اعلامي لاغراض ليست حبا في اثار الموصل بل من اجل اخراج هذه المدينة نهائيا من سجلها التاريخي المنافس وجعلها مدينة مجردة ذات تاريخ ليس له اهمية ..اعتقد
ان عناصر داعش لا يرتقي تفكيرهم للقدر الذي قاموا به من تحطيم وتدمير بل هم مجرد ادوات موجهة من قبل دول اقليمية او ساسة ربما عراقيين او محليين لا يريدون للموصل ان تكون كما كانت قبل دخول داعش لها والموصل هذه المدينة ذات الموقع النادر القريبة من سوريا وتركيا والاقليم ولها تأثير كبير على المدن العراقية الاخرى تدخلت في تحطيم اثارها الكثير من الاجندات ربما من قبل اسرائيل التي تعتبر اليوم من اغنى الدول في الاثار فأغلب الاثار العراقية المهربة تستقر في اسرائيل المدللة التي لايطالها قانون ولا عقوبات ولا تلتزم بأمر وفي تركيا التي تتمنى ان
ترى الموصل في هذه الشاكلة وفي هذا الوضع المزري لهذه المدينة العريقة التي تنافس في عراقتها مدن عملاقة كبابل واور وتدمر في الاردن ,, الحقيقة ان الافعال التي اقترفتها عصابة داعش لا تسر احد لكن نعلم بأن داعش ليس لها من هذا التحطيم والتهديم من اهمية بقدر انها توجه من قبل ايدي واصابع خارجية وبأموال عراقية وأحنبية فقط هي لايهمها ما موجود في الارض فوقها وتحتها بقدر ما تحصل من اموال لتمويل مسيرتها الاجرامية وبما ان هذه الاموال تأتيها من دول اقليمية عربية واجنبية فهي لايهمها ماذا يحصل بعد ذالك ,,اذن الموصل لم تتعرض بالصدفة لما تعرضت له بل
كان بدفع من قبل دول وربما متاحف ومنظمات ارهابية تتاجر في اللقى والاثار التاريخية وفي الموصل بالذات لأنها المدينة المطلوبة رقم واحد في العراق .