بعد أن بلغت حالة الإحباط لدى المخابرات الإيرانية ذروتها إثر فشلها في النيل من صمود المعارضة الوطنية الإيرانية المتمثلة بمجاهدي خلق ، باشرت بتنفيذ خطة جديدة لعلها ستضاف الى سلسلة خيباتها وانتكاساتها الأخيرة على المستويين الداخلي والخارجي ، والخطة الساذجة هذه تتمثل في محاولة مخابرات الملالي تشويه سمعة مجاهدي خلق واتهامهم بالارتباط بتنظيم داعش الإرهابي !
هذه التهمة المثيرة للسخرية هي أحدث ابتكارات نظام الملالي الجاهل المتخلف الحاكم في إيران ، والعجيب أن أصحاب العقول المعبأة بالحشيش الذين ابتكروا هذه التهمة البليدة لم يحسبوا حساباً لعاصفة السخرية التي ستواجه نظامهم المتهرئ بسببها ، على غرار موجة الضحك التي اجتاحت العالم اثر قيام عدد من قادة الحرس الثوري الإرهابي بعمل صورة كرتونية مجسمة للخميني وإنزالها بهدوء من على متن طائرة ايرباص والتجوال بها في شوارع طهران في نكتة ضحك لها حتى سكان الكواكب والمجرات الثانية .
فالقاصي والداني يعرفون تمام المعرفة من هم مجاهدو خلق ، وما هو منهجهم في الحياة وما هي أخلاقهم وتوجهاتهم وأهدافهم التي ناضلوا من أجلها عشرات السنين ، مجاهدو خلق الذين شهد لهم الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والعالم بأنهم صناع السلام وأصحاب الفكر التحرري الديمقراطي ودعاة حرية العقيدة والفكر والمعتقد ، كيف يمكن مجرد التفكير بوجود صلة بين هذه النخبة التي تمثل خيرة أبناء الشعب الإيراني بمثقفيهم وأكاديمييهم وقادتهم وبين تنظيم داعش الإرهابي المجرم الذي لاعقيدة له سوى القتل والتخريب باسم الدين ؟!
إذا أردنا البحث عمن هو أقرب سلوكاً وفكراً الى تنظيم داعش سنجد أن ملالي إيران هم الوجه الآخر لداعش ، فالفئة التي تحكم إيران بالنار والحديد هم دواعش العصر وقادة الإرهاب في العالم ، ومن يقرأ تاريخ الملالي قراءة سريعة سيرى بوضوح أن طريقة هؤلاء المعممين بالخسة والإجرام في تعذيب وقتل معارضيهم لاتختلف بشيء عن النهج الداعشي الدموي ، بل ان ملالي إيران بما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب الإيراني وشعوب المنطقة قد تفوقوا على الدواعش الى حد بعيد ، فالإعدامات بتهمة (محاربة الله ورسوله) مستمرة منذ عهد الخميني المقبور وحتى يومنا هذا ، والأسلوب العلني في تنفيذ أحكام الإعدام في الساحات العامة هو ذاته أسلوب داعش ، والحرس الثوري الإرهابي هو الصورة التي تجسد جيش داعش ، أما عناصر أو (صراصير) الباسيج (قوات التعبئة الإيرانية سيئة الصيت) فهؤلاء هم الأقرب شبهاً بصغار الدواعش المنتشرين اليوم في شوارع الموصل والرقة.
وبعد كل هذا ، يأتي عناصر المخابرات الإيرانية وبكل سذاجة ليزعموا وجود صلة بين مجاهدي خلق الثوار الأحرار وتنظيم داعش !
إن الظروف السيئة التي يمر بها ملالي إيران اليوم والضغوط الداخلية والخارجية ، كالرفض الشعبي لسياسات الملالي ، وفشل المفاوضات النووية ، وعاصفة الحزم التي وجهت ضربة عربية قاسية للأخطبوط الإيراني ، كلها عوامل جعلت الملالي يتجهون مجدداً لمهاجمة مجاهدي خلق – إعلامياً – تمهيداً لتنفيذ مجزرة جديدة بحقهم تحت ذريعة الارتباط بداعش ، لكن هذه التوجهات المسمومة مفضوحة وفاشلة من الآن ، فالبديل الديمقراطي قادم الى إيران قريباً ، والملالي حجزوا من الآن موقعهم في مزابل التاريخ .