يبدو أن عائلة آل عبد الهادي الجلبي وأبنهم البار أحمد كانوا منذ عقود ليس فقط عائلة مثيرة للجدل , ولكن أبنهم أحمد كان وسيبقى لغزاً شغل وحير عقول العراقيين … بين ثلة وقلة قليلة مؤيدة تعتبره منقذ ووطني ومحرر ؟, وأغلبية ساحقة معارضة ناقمة تعتبره خائن وخسيس وعميل , لكنه كان وسيبقى بكل تأكيد لعقود قادمة أيضاً محط اهتمام ودراسة ومتابعة من قبل العراقيين في الداخل والخارج , وسيقترن اسمه باسم أبن العلقمي لقرون قادمة لا محالة .
رحل الجلبي عن الساحة السياسية العراقية المضطربة أصلاً , بشكل مفاجئ بغض النظر عن أسباب ومسببات الوفاة !؟, لكنه حتماً لن ولم ينام قرير العين أبداً في مثواه الأخير … سوى أن تم دفنه كما كان مقرراً بادئ الأمر في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف ؟, أو من خلال الصفقة بين المرجعية وعائلته ليتم دفنه في الصحن الكاظمي الشريف , والسبب معروف لماذا تم الاحتماء بالصحن الكاظمي مؤقتاً لتأمين جثة الجلبي في هذا المكان الطاهر , ذلك لأن المليشيات الوقحة الموالية لمقتدى الصدر هددت بشكل علني بأنها لن تسمح أبداً بدفن عميد ومؤسس البيت الشيعي في مقبرة النجف الأشرف , كي لا يدنسها على حد وصفهم … كونه خائن وعميل وفاسق ومعاقر للخمر ومرتكب لشتى أنواع الموبقات !؟.
المضحك المبكي في الأمر , والمسرحية التراجيدية التي فبركها وألفها الأمريكان والكيان الماسوني الصهيوني , وأخرجتها دولة ولاية الفقيه , وقاموا بتأديت أدوارها عملائهم وأدواتهم في العراق قبل وبعد الغزو والاحتلال , وما يجري الآن من مهازل وجر وعر وتبادل أدوار واتهامات وتهديدات وتصفيات جسدية , سواء تلك التي دشنها العملاء الذين منهم من قضى نحبه في بداية الاحتلال ومنهم من ينتظر … كـعملاء السي آي إيه الذين فضحهم الجلبي نفسه في مقابلة خاصة , كــ ” مجيد الخوئي وماهر الياسري ” وآخرين سنأتي عليهم في مقالة خاصة قريباً باذن الله , مروراً باستهداف وتصفية السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله بعد أربعة أشهر من عمر الاحتلال وآخرين أيضاً كعز الدين سليم , ووصولاً لأفول نجم الجلبي أحمد , الذي يعتبره بعض الأغبياء بأنه مهندس الاحتلال ؟, في حين هو ومن هم على شاكلته كانوا ومازالوا وسيبقون مطايا وأدوات وورق تواليت الاحتلالين , تخلصوا منهم وسيتخلصون من الباقين بعد أن أدوا وقاموا بأدوارهم وبعد نفاذ صلاحيتهم .
ذهب الجلبي غير مأسوف عليه كما كتبنا عنه بعد موته مباشرة … تاركاً خلفه إرث وحمل ثقيل ومصائب وكوارث حلت بالعراق وبشعبه تشيب لها الولدان , وأموال وسرقات وفساد لم يشهد لها العالم مثيل , كان هو وأسياده وحاشيته سبباً وطرفاً رئيسياً في تفشيه في كافة مفاصل الدولة العراقية منذ عام 2003 , وحتى أن يلحق به جميع من جاءوا قبله , أو معه , ومن بقي بعده … أو يزجون في السجون ليحاكموا على جميع الجرائم والسرقات والخيانة العظمى .
الغريب العجيب في الأمر ليس الموت والرحيل المفاجئ فقط , بل ما دار ويدور من لغط عن أسباب وتوقيت الرحيل , وملفات الفساد الكبيرة التي تطيح بعروش وتفجر كروش إذا تم الكشف عنها . والتي سبحان الله ماشاء الله سلمها المغفور له لمرجعية الورع والزهد والتقوى في النجف الأشرف ؟؟؟؟, قبل يوم واحد من وفاته وهذه الملفات بحد ذاتها … إن هي فعلاً سُلمت للمرجعية الرشيدة ؟؟؟؟, فهي هبة من السماء نزلت وطلت وفاحت رائحتها بالخير والبركة والسؤدد على المرجعية وومثليها الأشاوس وأبناء وأحفاد المراجع , لأنها حتماً ستدر عليهم بمليارات الدولارات من خلال ابتزاز وتهديد أصحابها كرهاً أو طوعاً … والأيام بيننا , وأتحدى المرجعية والحكومة والشعب العراق إذا تم الكشف عن حرف واحد من محتويات هذه الملفات !!!.
على أية حال … بما أن الشارع العراقي ملتهب وتسوّده موجة غير مسبوقة من الغضب الشعبي العارم والمتفاقم , بسبب تردي الأوضاع الأمنية والخدمية وغرق بغداد والمحافظات الأخرى , وتهديد المتظاهرين باقتحام المنطقة الخضراء الجمعة المقبلة , وتهديد ووعيد المليشيات بالإنقلاب على حكومة حيدر المحتار , ولجولة التي بدأها إلى النجف مستصرخاً ومستنجداً بالمرجع الأعلى السستاني الذي رفض استقباله ؟, لأنه فشل في أداء المهمة !؟, ولم يضرب حتى بعصا من خشب على رؤوس الحيتان , لكن البركة بالبشير الهندي والفياض ومقتدى استقبلوه وطمأنوه وهدءوا من روعه بأنهم سيقفون معه وسيدعمونه في تحقيق الاصلاحات , وقالوا له صير خوش زلمه وسبع ولا تخاف من نوري المالكي وقاسم سليماني حتى لو دعمتهم العشائر العربية الأصيلة في الوسط والجنوب والميليشيات !!!!؟؟؟؟؟.
بالعودة لصلب السالفة … يقال والعهدة على الراوي الذي أفاد لنا شخصياً .. بأن شخص يدعى ” حسن الحسني ” قال له حرفياً بأن سبب الموافقة على دفن ” أحمد الجلبي ” في الصحن الكاظمي … مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ؟, لأن الأرض التي دفن فيها أصلاً تعود ملكيتها لوالد أحمد الجلبي ” عبد الهادي ” ؟, وقد تبرع بها للمرقد الشريف , وترك خير الوصية , بأن تكون من ضمنها مقبرة لعائلة الجلبي !؟.
إذاً الأمر عادي وطبيعي , ولهذا ننصح العراقيين الذين ثارت ثائرتهم واهتزت شواربهم تجاه عملية دفن أحمد الجلبي في الروضة الكاظمية , بأن يخافوا ويتقوا الله ولا يسبوا ويلعنوا الرجل فهو وأجداده ووالده متفضلين على العراق والعراقيين … بل وحتى على الأمام موسى الكاظم نفسه كونه في ضيافة آل الجلبي … وإنا لله وإنا إليه راجعون ,,,, من يدري ربما يخرج علينا بعد أيام أو أسابيع … شيخ أو سيد أو مرجع بعد أن يبتز ويهدد بملف من ملفات الفساد الجلبية أحد الحيتان الكبار وبعد أن يقبض منه المقسوم … سيخرج على الشعب الموالي بأن المرحوم أحمد الجلبي هو أحد المبشرين بالجنة !.
الله ورسوله والراسخون في تجارة كشف ملفات الفساد وإعادة الأموال المنهوبة أعلم ……