19 ديسمبر، 2024 12:49 ص

اتقوا الله والوطن اتقوا الله والوطن

اتقوا الله والوطن اتقوا الله والوطن

للتو عدت من مجلس فاتحة لابن عم صديقي السني، لقد استشهد في الثرثار وترك اطفالا صغارا، وهذا يعني ان الدماء قد اختلطت على ثرى الوطن، وان السني يقاتل داعش والشيعي يقاتل داعش هناك، فاتقوا الله والوطن، اتقوا الله وانظروا بروية الى ما قال وارسل سوى على يد محمد ام عيسى ام موسى، انتبهوا لما اراد الله من الاديان، لم يرد ان يقتل انسان انسانا آخر بل على العكس اراد ان يتعايش الجميع، لكن اصحاب الاجندات المشبوهة يحاولون صبغ جرائمهم بصبغة دينية مقدسة.

دعونا نستفتي عقولنا ونترك العمائم من الجهتين، لماذا اجتمعنا بالامس وافترقنا اليوم، هل من الممكن ان تكون الخمرة في شعر الحلاج كفرا، ام انها كانت كفرا عندما وحدت الجميع وفرقتنا مساجد تغلي بالكره والحقد والذبح، هدئوا من اللعب واتركوا الافكار الطائفية ، جميعنا نريد ان نحيا حياة كريمة، فلماذا تصادرون حياتنا، لم نكن حاضرين حين هبط الوحي على النبي، ولم نعلم ما اراد ان يقول بالضبط، جميع ماوصلنا عبارة عن اخبار قابلة للصدق وربما قابلة للوضع والصناعة، فلنتفق على ان وطننا لنا نحن الاثنين ويجتمع معنا في الوطن كثيرون، اديان وطوائف، دع لي ما اؤمن به ولك ماتؤمن به.

لم يكن بيننا نبي يكلم الله لنؤمن بما يقول ايمانا اعمى، الجميع قابل للنقاش والجدال، وجميع الروايات تحتمل الصدق والكذب، فمن الاجدى لي ولاخي ان احترمه ويحترمني، على الاقل هو انسان وانا انسان، وهو عراقي وانا عراقي، باسم الدين نقتل وباسم الدين نسرق وباسم الدين نهجر، كنت جالسا بين اثنين، رجل هجر من كركوك بورقة جاء فيها: ارحل ايها الصفوي ابن الصفوي، والا قطعنا رأسك، ترك بيته وجاء الى بغداد في الرصافة، والآخر كتبت له ورقة اترك الرصافة ايها الناصبي ابن الناصبي، بربكم الاترون انها مسرحية مملة ومبكية مضحكة.

مسرحية طال عرضها امام سذاجتنا وخوفنا من قول الحقيقة، نخاف من الطرفين ولذا نتقيأ همومنا امام بعضنا، والجهلة من الطرفين يتحكمون بنا، التفجيرات في بغداد كانت ولاتزال فماعلاقة النازح الذي لايحمل سكينا، وقد فتشته جميع السيطرات في هذه الاعمال الاجرامية، مسرحية مقيتة يغذيها السياسيون ونحن نفقد خلالها احبتنا واصدقاءنا، على من نحزن على من هجر وهو صديق طفولة ، ام على من قطع رأسه وهو صديق عزيز، اعتقد انها يجب ان تصل الى نهايتها بوعينا

، علينا ان نترك التعصب والهمجية، وان نتعود ان نتقبل الآخر شريكا في الوطن، وندع النبش في الماضي واطلاق الاقوال الجاهزة التي قالها فلان وفلان، فمن العار ان نتمسك باقوال قديمة وننسى دعوة عقلنا وانسانيتنا، انه عار لايشبهه عار ان نتقاتل والجميع يبتسم لما آلت اليه اوضاعنا، لقد وجد الجهلة والحاقدون مبتغاهم.

نعم وبامكانهم ان يطيلوا عرض جراحنا على العالم مادام هنالك فضائية تغذي الكره والتعصب ، وبرامج دينية تدعو الى حياة طائفة واحدة وموت الآخرين، انا اؤمن بما اشاء فمن سلطك سيفا على رقبتي، واذا كان الامر هكذا فحاربوا العالم كله لانه يختلف معكم ايديولوجيا، لابد ان تنزل الستارة على احداث الطوائف العفنة، وعلينا ان نتجه للوطن ونستوعب جراحه فنحن من حمله مالايحتمل بارهاصات تاريخنا، ونكساته المتكررة، ومع روايات ديننا الرجراجة التي تقبل التأويل، تأويل القتل والرحمة، اتقوا الله والوطن.