23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

اتفاقية سايكس بيكو بين الأمس واليوم

اتفاقية سايكس بيكو بين الأمس واليوم

نعم قبل عقود من الزمن وبالتحديد إثناء الحرب العالمية الأولى كان هنالك رجل مريض (ألدوله العثمانية) لهذا الرجل أملاك واسعة , وكان هذا الرجل ضعيف وكل ورثته ضعفاء(السلاطين العثمان) وكان هناك أناس طامعون بتلك التركة (الدول الاستعمارية الجديدة) . لذلك حدد مصير تلك الدولة ومستعمراتها مع بداية الحرب التي دارت بين اقوي كتلتين في العالم وهما كتلة المحور والحلفاء باتفاقيات ومعاهدات مسبقة لتقسيم تلك التركة الثقيلة , فمن اتفاقية حسين مكماهون في 10اذار 1916 التي وعد فيها شريف الحجاز بتحرير الدول العربية من هيمنه الدولة العثمانية وجعله حاكمآ عليها إلى اتفاقية سايكس بيكو ايضآ في آذار 1916 وتقسيم الوطن العربي بين بريطانيا فرنسا ايطاليا إلى وعد بلفور الذي أعطيت بموجبه فلسطين لليهود ليكونوا دوله لهم هناك .

انتصرت دول الحلفاء في الحرب وهزمت  ألدوله العثمانية  وحليفتها ألمانيا وخسرت كل ممتلكاتها فأصبحت  ألفرصه سانحة للدول الاستعمارية لتنفيذ الاتفاقيات التي تمت فيما بينها  مسبقآ ووزعت تركة ألدوله العثمانية على هذه الدول وفق الاتفاقيات فطرد الشريف حسين من الحجاز ونقضت بريطانيا كل وعودها وعهودها له وسلمت فلسطين لعصابات الصهيونية وباقي أراضي الوطن العربي قسمت كالأتي دول المغرب العربي بين فرنسا واسبانيا وبلاد الشام لفرنسا ايضآ وتضم سوريا ولبنان إما العراق ودول الخليج وما جاورها لبريطانيا وليبيا أصبحت من  حصة ايطاليا .

بعد هذا التقسيم ظهرت مشاكل عديدة أهمها مشكل الموصل ومطالبة تركيا وفرنسا بها رغم إن الكل يعلم أنها جزء لا يتجزأ من العراق لكن النفط في هذا المنطقة هو من وجه إطماع تلك الدول عليها فبعد المطالبة بها من قبل تركيا عقدت اتفاقية بين الطرفين بحيث سلم لواء الاسكندرونة السوري إلى تركيا وكذلك  أعطيت حصة من نفط الموصل لها مقابل عدم المطالبة مرة أخرى بمدينه الموصل .

اليوم وبعد عقود من الزمن تعود الإطماع الاستعمارية بالعراق وحسب اتفاقية سايكس بيكو , فبعد إن تمتع الكرد بحكم ذاتي منحتم إياه أمريكا وحسب تطابق المصالح بينهم لم تقف إطماعهم عند هذا الحد بل طالبوا بالمزيد من الأراضي العراقية ومن بينها الموصل كركوك وديالى وحاولوا ومنذ سقوط النظام البائد الحصول على المزيد من المكاسب على حساب الشعب العراقي متمثله بميزانيه ضخمة ونفط يصدر كيفما يشاءون وتوسع استعماري وكل ذلك بسبب ضعف الحكومة المركزية وعدم توحد العرب في تلك الحكومة .

اليوم وبعد إن عمل الخائن العميل برزاني على تسهيل دخول الزمر الإرهابية إلى العراق احتلال الموصل ومناطق عديدة من أراضينا انتهز ألفرصه لتدخل عصابات البيشمركة وتحتل كركوك وكذلك أجزاء أخرى من محافظتي الموصل وديالى ليصرح بأن تلك المناطق هي جزء من كردستان وهذا ليس بجديد علية وهو ابن العميل الخائن الذي باع العراق عدة مرات لدول الجوار والدول الاستعمارية  وعمل وبكل الوسائل من اجل تدمير العراق ليس هذا فقط بل استغل الوضع الحالي الذي يمر به البلد ليصدر نفط العراق إلى إسرائيل ويسرق أسلحة ومعدات الجيش العراقي ولا استطيع إن اعبر وبكل الكلمات عن نذالة وحقارة وعمالة هذا الرجل

من جانب أخر تطالب تركيا اليوم بالموصل وكركوك ايضآ والحجة إنهما كانتا جزء من أراضي ألدوله العثمانية وعائديتهما لتركيا حسب اتفاقية سايكس بيكو . إذن تركيا تطالب والكرد تطالب وغدآ من يطالب بأراضي عراقية وهل سيعلن العراق بالمزاد لتباع أرضه إمام عيون شعبه وإمام أنضار من يحكمه اليوم من الخونة والعملاء ومزدوجي الجنسية هل ستأتي غدآ السعودية لتأخذ المناطق الغربية منه وتأتي الكويت لتحتل الجنوب ويقسم العراق بمباركة من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل هل سنقف مكتوفي الأيدي من كل ما يجري من حولنا ونحن الذين عرفنا الخطة وفهمناها أم ماذا ؟

إذن اليوم تعود الاتفاقية لتنفذ مرة أخرى على ارض العراق ليقسم ذلك الوطن الذي لم ينعم بالأمن والسلام والراحة منذ نشأة البشرية ولحد ألان حروب ودمار وقتل الكل شمل بهذه السياسة . اليوم نحن إمام مشكلة وعهود ومواثيق قديمة نفذ البعض منها والأخر في طور التنفيذ والحكومة تتفرج والشعب والجيش يدافع ويحارب من اجل دحر الزمر الإرهابية والبعثية والكردية من أرضه التي اغتصبت عنوتآ عنه , اليوم نحتاج تكاتف وتوحد من اجل الوقوف بوجه كل من يريد تقسيم هذا الوطن بوجه كل من يريد تشريد هذا الشعب بوجه كل من يريد إن يجعل العراق ممزقآ مقسمآ إلى أجزاء الى أقاليم ودويلات طائفية من اجل تحقيق المصالح الاستعمارية الكردية التركية العربية السلفية القديمة الجديدة.