23 ديسمبر، 2024 5:24 م

والسهم هو مايعطى في مناسبات الافراح والاحزان لمايسمون (بالمعازيب)، حيث يشد الرجال والنساء الاحزمة، لكي يعرف الآخرون ان هؤلاء هم من يقوم على خدمة المعزين او المحتفلين، وهذه امرأة بقيت بلاسهم لانها لم تتحزم، فاثر فيها الجوع وشكت لأمراة بقربها فقالت لها: ( اتحزمي واخذي سهم)، وانا ارى ان من يشد الحزام في ازمتنا الطائفية الحالية كثير، حتى غدت الطائفية على كل لسان بلاخجل ودونما ممانعات، لقد قال اهل الغربية قولتهم اثناء اعتصامهم، وهددوا بالقدوم الى بغداد وقالوا بقطع الرؤوس والاوداج، والسياسيون من الجهة الغربية افصحوا عن مثل هذا كثير، اما الجهة الشرقية فهم يتوهمون ان السلطة بيدهم، ولذا يصمتون او يحاولون ان يداروا المواقف بشتى الحيل، ولكنهم في النهاية سيحظون بقول القائل وكما اوردته استاذتنا الدكتورة سلوى زكو في جريدة العالم الجديد : ان البعرة تدل على البعير.
الطائفية ماعادت تزكم الانوف ونحن سائرون باتجاه مشروع التقسيم البايدني بداعش ام بغير داعش، وعلى المحافظات التي تمتلك الثروات النفطية ان تعد العدة لهذا اليوم الذي بات قريبا، وستكون الحرب المقبلة لاداعشية ولاقاعدية وانما ستكون حرب مياه وثروات، وعلينا ان نقرأ التاريخ الملغوم جيدا لنعرف ان المهمش على مر التاريخ يتسلم حكومة لاول مرة، وعلينا كذلك ان نقر ان كل حزب بمالديهم فرحون، ومعاوية لن يهبط من عيون اهل الغربية بمجرد ان نقول لهم انه اغتصب الخلافة من الامام علي، ولانستطيع اقناعهم ان الحسين مات مظلوما وعطشانا، ولانثير بهم حمية من نوع خاص حين نقول ان القاعدة اخرجت جثمان حجر بن عدي واحرقته لانه كان مخلصا للامام علي، وبالمقابل لانستطيع تبرئة عمر بن الخطاب من كسر ضلع السيدة فاطمة الزهراء، ولايمكن ان نقول ان ابابكر لم يغتصب الحكم اغتصابا في سقيفة بني ساعدة، ويوصي به لعمر بن الخطاب من بعده، هذه المغالطات جميعها لايستطع احد ان يقنع احدا بها مع مرور حركة التاريخ باتجاه القتل والتمثيل والترويع الذي نال طائفة دون غيرها، وجرت مذابح تاريخية فظيعة حتى ابيدت اقوام بكاملها فكانت البعرة تدل على البعير، وجاء الوقت الذي انتصفت الاقليات لنفسها من الاكثرية الغاشمة، اكثرية الاقليم والمحيط وليس اكثرية الوطن بمعناه المحدود، وبقي المقتول مقتولا وهذه المرة بطريقة اخرى، لايستطيع من خلالها الضحية ان يقول فلان قتلني خوفا على حكومته او منجزه السياسي الذي يحاول طرحه بعيدا عن العصبية والقتل والتمثيل، فصار الامر كأنه مسرحية مملة مع كثرة الارامل والايتام بجهة دون الجهة الاخرى، والاصوات تتعالى لمحاكمة التاريخ ، التاريخ المليء بالخزعبلات، في حين ان هناك اصواتا اخرى تدعي قدسية تاريخها وتدافع عنه بالسيف والذبح والقتل، اليست داعش شبيهة بالعيارين الذين ظهروا ابان العصر العباسي، اليس من الممكن وقف تدفق الدين باتجاه استحداث الحركات الارهابية والحركات المتطرفة، اليس من الضروري الآن محاكمة الدين، وترك القدسية لبعض الوقت حتى نستطيع ان نفرز بعض النصوص والشخصيات التي تدعو للقتل وازهاق ارواح الآخرين، ان الطائفية صارت الان وطنية وصرت ادافع عن متر مربع واخشى عليه ان يصادره الآخر، الآخر الذي لايرضى باية مشتركات وانما يرى ان الاختلاف هو سيد الموقف، وقميص عثمان معلق في كل الارجاء يبحث عن مطالب بالثأر، وسيختار لثأره علي بن ابي طالب شئنا ام ابينا.