23 ديسمبر، 2024 3:43 م

اتحادنا… وديغول!!

اتحادنا… وديغول!!

لم يكن الكولونيل (شارل ديغول) قائد فرقة الدبابات في الجيش الفرنسي الخامس يعرف نفسه سوى انه عسكري محترف بمعارك الدبابات وواضع عدد من الاستراتيجيات معارك الدروع التي تدرس إلى الآن في المعاهد العسكرية . وحينما اجتاحت القوات الألمانية الحدود الفرنسية كانت كل القوات الفرنسية تتدحرج أمامها مثل الكرة ولكن فرقة عسكرية واحدة فقط مكونة من (200 )دبابة قامت بهجوم معاكس نسبة الانتصار فيه لا تتجاوز( 1%)فقوات النخبة الألمانية كانت هي التي تقود الهجوم بدباباتها الحديثة لكن هذا الهجوم الفرنسي المعاكس لم ينقذ باريس من السقوط بأيدي الألمان بل أخر تقدمهم وغير مسار الهجوم وكانت نتيجته حدثان مهمان  الأول: هو تمكن جزء جيد من القوات الفرنسية المدربة من أن  تكسب الوقت وتعبر القناة إلى بريطانيا والثاني: ولادة قائد الهجوم الجنرال شارل ديغول ! وحينما استطاع ديغول أن يلتحق بآخر باخرة متوجهة إلى بريطانيا تاركا فرنسا تحت سيطرة (هتلر) كانت المسافة بين البر الفرنسي والبر الانكليزي فقط يشهد ولادة قيادته فحالما رست الباخرة التف حوله جميع الجنود الفرنسيين الذين عبروا القناة مع ضباطهم وجنرالاتهم وعاملوه كقائد فلولا هجومه المعاكس ما كان احد منهم استطاع عبور القناة .فالظروف كانت تبحث عن رجل يتفاعل مع أحداثها الاستثنائية، ورغم انكسار فرنسا كدولة لكن كبرياء ديغول اجبر حلفاءها على أن يعاملوها كجزء مكون للتحالف ضد النازية وليس كدولة محتلة كما كانت اغلب دول أوربا محتلة !!فكانت قيادته تواجه التحديات من الأصدقاء قبل الأعداء وعلى الرغم من كون بلده محتلا لكنه لم يتنازل عن آي مستعمرة من مستعمراتها للحلفاء كثمن لمساعدته على تحرير وطنه حتى أن رئيس الوزراء البريطاني  (تشرشل) قال له في إحدى المناسبات جنرال (عليك أن لا تكره أصدقاءك أكثر من مما تكره أعدائك ) فرد عليه ديغول بمقولته الشهيرة (أن فرنسا ليس لها أصدقاء ولكن لها مصالح فقط )!هذه الروحية العالية وهذا التفاني في حمل المسئولية هو الذي يؤطر جبين القائد والمسئول بشرف القيادة !
سقت تلك المقدمة لتذكير الأخوة أعضاء الاتحاد الذين سيناقشون موضوع تصويت العراق لرئاسة الاتحاد الآسيوي والذين سيحضرون في انتخابات الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) في العاصمة الماليزية كوالامبورلأنتخاب رئيس جديد للاتحاد للسنوات الأربع المقبلة في الثاني من الشهر المقبل أن يضعوا مصلحة الكرة العراقية  أولا في التصويت لصالح إي من المتنافسين فنحن لا يعنينا من يترأس بقدر ما يهمنا من يتعاون معنا في دعم و رفع الحظر عن الكرة العراقية وبمن يساهم بتكحيل عيون عشاق وجمهور منتخبنا وهم يشاهدون الأسود يزأرون على أديم الملاعب العراقية بعد أن حرمنا لسنوات طويلة من ذلك الحق،  فرئيس الاتحاد ونائبه وأمين السر أمام لحظة تاريخية باستطاعتهم أن يدنوا سطورها على جدار الزمن  قد لا تعود مرة أخرى فعجلة التاريخ لا تعرف العودة لكنها تملك ذاكرة قوية (وكل شي بعد الوطن ليس له قيمة )!!