يستمر حراك الكتل السياسية وأبرزها كتلتي العبادي الصدر لتشكيل الحكومة عبر اعلان التحالف مع كتل أخرى تبدو الأقرب من هذا المحور.
الصدر الذي يقترب كثيرا التحالف مع العبادي يدرك أهمية موقع ائتلاف النصر لأنه بات بيضة القبان فمقاعده الـــ( 42 ) يمكن ان تصل معه الى نحو 97 او تتجاوز المائة خصوصا اذ ما علمنا انضمام بيارق الخير وكفائات التغير الى ائتلاف النصر
بات وشيك فضلا عن متفرقين مستقلين .
يدرك قادة سائرون ان التحالف مع العبادي له أهمية تنبع من مقبوليته من قبل جميع الفرقاء السياسيين (ماعدا المالكي) فضلا عن مكانته المرموقة عربيا واقليما ، بل بات العبادي يشكل رقما صعبا بحكم ما حققه من نهضة في العلاقات الدولية واصبح يحظى بمكانة خاصة لدى غالبية الدول الاوربية فضلا عن روسيا والولايات المتحدة التي تعتبرانه بمثابة اب لكل العراقيين عطفا على ادارته للبلاد خلال السنوات الماضية بكل شفافية وبعيدا عن الميولات الطائفية..
قريبا من الواقع فان اغلب التحركات السياسية تشير الى وجود ، اتجاهين في التحالفات لا ثالث لهما ..
الاتجاه الاول هو تحالف عراقي صرف مكون من النصر و سائرون وربما الحكمة و اطراف من الفتح ناقمة عن تصرفات هادي العامري وانفراده بقرار التحالف .
والاتجاه الاخر اقليمي قريب من طهران يضم بين جنباته المالكي والعامري واطراف كردية ( طلباني وكوران) .. وهذا الاتجاه بات واضحا للعيان بعد عجت مواقع التواصل الاجتماعي بانباء وجود سليماني في بغداد ولقائه بالعامري والمالكي ورفض العبادي المشاركة بالاجتماع .
الواقع يشير الى أن طهران تحرص على “تجميع ائتلاف يوازن كفة ائتلاف الصدر العبادي ، وانها عرضت اعادة تشكيل التحالف الوطني او الكتلة الشيعية قبل الانتخابات واعدة السيناريو بعد النتائج الاولية ولكن ذلك التشكيل الطائفي سيدفع بالسنة والكرد الى الانكفاء نحو تكتلاتهم العنصرية او الطائفية في سيناريو مشابه للدورات السابقة لتعاد نفس الظروف لا سامح الله ..
وربما فان طهران لم تنجح هذه المرة بتوحيد الكتل الشيعية او عمل كانتونات طائفية بوجود جهات قوية وطنية حققا ارقاما مهمة في المنافسة الانتخابية كالصدر او العبادي .
ويُعتبر تحالف “النصر” الذي ولد قبيل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات ويتزعمه العبادي،ً، وطنيا صرفا وحقق نجاحات في 14 محافظة ابرزها الموصل وصلاح الدين والانبار معاقل المكون السني و تلك المؤشرات التي جاء بها النصر او العبادي حصرا تعطي انطباعا بانه مقبول بين الاوساط السنية الجماهيرية وبالتالي فانه يحظى بدعم محلي خاص شيعي سني …
مقبولية العبادي العراقية والعربية وحتى الاقليمية تفرض نفسها .. وترجح كفته بولاية ثانية تكون بالشراكة مع الصدريين الذي يريدون ان يدعموا العبادي كي يحققوا منجزا بالخدمات الى جانب ما حققه العبادي في الملف الامني ولتكون السنوات القادمة سنوات خير للشعب العراقي بعد الانتهاء من صفحة داعش .
المعطيات تشير الى ان قائمة النصر تمثل اليوم رقما صعبا لا يمكن تجاوزه إطلاقا في ظل الواقع الانتخابي وما افرزته النتائج النهائية حيث نجح الائتلاف الفتي بحصد الالاف المؤيدين له في سابق غير مألوفه فضلا عن امتلاكه لورقة العبادي التي ترجحه على منافسيه
ان استثمار هذه المقبولية للعبادي من قبل الصدرين ومنحه ولاية ثانية قد تاتي بنجاحات يريدها الصدريين فهم قادرين على الاضافة لنشاط العبادي بمنحه قوة نيابية قادرة على توفير الدعم لكل الخطوات الحكومية المقبلة بل ويمكن ان يكون راسمين للخطوات المقبلة فيما لو اتموا الاتفاق مع “ابو يسر” ومنحوه صلاحيات واسعة لتشكيل حكومة تلبي طموحات الجماهير وليس الاحزاب .