رغم ما أعانيه ، إلا ان المرض لم يقطع عني حق الفرحة كسائر كلل العراقيين بالنتيجة التي اذهلتني وأذهلت كل متابعي فريقنا الكروي ، لهم حق ان اتباهى بهم وبرجولتهم التي اثبتوا بها حقا انهم اسود الرافدين ، فبانتهاء مباراة المنتخب الوطني العراقي مع نظيره الايراني يكون العراق قد تخطى مرحلة اخرى صعبة من مراحل نهائيات كاس امم اسيا المقامة في استراليا ، وبذلك يكون ايضاً قد تجاوز الحاجز النفسي لطبيعة المنتخبات التي تخوض مبارياتها على اساس الفوز ، ويكون اللاعبون العراقيون في كامل استعدادهم النفسي والبدني لخوض غمار مباريات الربع النهائي التي تلي هذه المرحلة التي لم تكن في حسبان المدرب ولا المشرفين على اعداد المنتخب الوطني ان يتمكن لاعبونا من تخطي هذه الفرق القوية والمستعدة للبطولة منذ فترة ليست بالقصيرة خصوصا المنتخب الاردني الذي اراد له الاتحاد الاردني ان يكون مفاجاة من مفاجآت البطولة الا ان اللاعب العراقي ياسر قاسم قد استغل الفرصة تماما واستطاع بذكائه اولا ومن ثم عزيمته الوطنية ان يهز مدرجات الملعب الذي اكتظ بالحشد المشجعين العراقيين ويجتاز الخطوة الاولى صوب المباراة القادمة مع الفريق الياباني ……
اذن ..فوز المنتخب العراقي على المنتخب الايراني هو فوز للإرادة العراقية التي سبقت خطط المدرب الكفوء راضي شنيشل الذي تفاجأ هو ايضا بالخطة المثالية للأسود الذين وضعوا جانبا خطط الفنية لطبيعة هكذا مباراة ونفذوا خطتهم الوطنية الشاملة التي تفتقر اليها العديد من المنتخبات الكروية وهي الفوز والتالق دفاعا عن السمعة والمكانة التي يتمتع بها العراق ويفوق بها على كل المنتخبات بسبب ظلم الاتحاد الدولي لكرة القدم حين حرم هذا المنتخب لسنيين طويلة ان يلعب على ارضه وأمام جمهوره اسوة بالفرق الكروية .. وهذا يعني ان اسود الرافدين جعلوا من وجود المدرب قرب الملعب حالة معنوية ونفسية لان الفترة التي استلم بها السيد راضي شنيشل كمدرب للفريق لم تكن كافية لتأهيله وفق سياقات التاهيل للفرق الرياضية التي تخوض منافسات هكذا بطولات دولية ، وكما أن المدرب لم يكن على معرفة تامة بمدى قابليات اللاعبين المحترفين الذين انضموا مؤخراً للفريق بعد ان استغنى المدرب السابق حكيم شاكر عن العديد من اللاعبيين الاساسيين للمنتخب بعد بطولة الخليج 22 التي اقيمت في السعودية ، والتي ظهر فيها المنتخب العراقي على غير مستواه الحقيقي بسبب تداخل اكثر من عامل نفسي وفني في شأن اعداد الفريق وتأهيله للبطولة ….
وعلى هذا الاساس أجد نفسي ملزماً ان افرح كما فرح كل عراقي غيور بالنتيجة المشرفة التي خرج بها هذه الفصيلة الوطنية الشابة امام المنافس القوي والخصم الرياضي اللدود للمنتخب العراقي وهو المنتخب الايراني الذي وجدته خلال اكثرمن 45 عاما من متابعتي لسير مباراته مع العراق انه كان خصما عنيدا يخوض مبارياته بشرف ولم يستسلم بسهولة ، و اثبتت مجريات مباراته مع العراق انها كانت تتسم بالمفاجآت الغير المتوقعة بسبب حرصه الدائم على الفوز ، والخروج بنتيجة تؤهله ان يكون نداً بمستوى سمعته الكروية على مستوى قارة آسيا…
لذلك فان المشوار العراقي في بطولة امم اسيا يبدو قد استقر تماماً على التنافس على المركز الاول بعد خروج ايران من دائرة المنافسة ، وان الفريق الكوري رغم جاهزيته الفنية والتدريبة لا يمكن ان يتحول الى شبح مخيف لينتزع الارادة الوطنية التي يتحلى بها كل اعضاء المنتخب العراقي ، خصوصا وهم عازمون على تخطي كل العقبات بعد اداءهم الرجولي في مبارياتهم السابقة ، بمعنى ان الفرح العراقي سيكون قائما ومشروعا ما دمنا نتطلع الى ان يكون حضورنا على اساس وطني واحد ، وان الحصصة الطائفية والمذهبية لن يجد نفسها في حومة دفاعنا عن سمعتنا الكروية ، فلاعبونا هم عراقيون أصلاء اولاً وأخيرا لا ينقصهم اي شيء سوى عدم زجهم او حشرهم في الاجتهادات التي ندفع من جراءها بين الحين والاخر اثماناً باهظة على حساب مكانتنا الرياضية ….
تحية للاسود الذين عوضونا بعضا من ألام صبرنا على المحن ..وعاش العراق