15 أبريل، 2024 11:48 م
Search
Close this search box.

ابيض …. اسود ….. نص فلسفي لمن هم من فصيلتي النادرة من المجانين 

Facebook
Twitter
LinkedIn

في فوضى الحياة تحدث اشياء وامور كثيرة منها ما هو ابيض كبياض الغيوم في بحور السماء الزرقاء ومنها ما هو اسود كسواد الليل في لوحة ليس للقمر فيها مكان …..
في هذه الفوضى التي تسمى بالحياة …..
احيانا يتزوج رجل من امرأة لا يحبها ولم تربطه بها اي علاقة حب في الواقع الذي يعيشه ولا في الاحلام التي كانت تراود خياله بينما هذا الرجل فيما مضى احب امرأة وعشقها الى حافة الجنون لكن القدر غير مسار الاحداث ربما لاسباب تتعلق بأنعدام الوعي والادراك لدى الرجل او المرأة …..
النتيجة زواج بلا حب وضياع احلى سنوات العمر برفقة الم ووجع الذكرى …..
احيانا هنالك اشخاص نجتمع بهم نتمنى ان يطول الحوار معهم الى خيوط الصباح في المقابل هنالك اشخاص لا نريد رؤيتهم حتى وان كانوا بعيدين او واقفين على ناصية الشارع او في المطعم …..
الشيء الوحيد الذي يميز بين هذين النوعين من الاشخاص هو ان الذين نحبهم لا يتواجدون دائما الصدفة وحدها تضعهم امام العين والقلب والعقل بينما الاخرون فهم دائما يتصدرون المشهد في فوضى الحياة …..
احيانا نبدع في الكثير من الامور هنالك من يشجع ويعبر عنه مشاعره واحاسيسه بالكلام المرهف المشبع بدسم الثقافة بينما هنالك اشخاص يمثلون دور الاصغاء والتأثر ويصطنعون الكلام …..
المشكلة ان من يحترم الابداع قلة من البشر هم عبارة عن اقلية مثقفة تعيش على صدى ابداعاتهم في الماضي بينما الفئة الاخرى هي الاغلبية منهم من لا يملك تقنية الفهم الصحيح ومنهم من يكره الابتكار ومنهم من يعرف ان الواقف امامه مبدع لكنه يعتبره منافسا يجب ردع طموحاته واحلامه بالتهميش والاهمال …..
احيانا نرى المثقفين حينها تزهر اللحظة جمالا وسحرا فكريا وفلسفيا بينما رؤية الجهلاء والاغبياء تزيد فرص الاصابة بتعكر المزاج وفرط في القلق والتوتر واجهاض معاني كثيرة قرأنا عنها في الكتب والروايات ودوواين الشعر …..
احيانا رؤية امرأة جميلة ناعمة فاتنة في الصباح الباكر نعمة يجب الرد عليها بالشكر والامتنان …..
فطريقة وضع المكياج واختيار نوعية الملابس واختيار العطر المناسب والشخصية الانثوية الهادئة والضحكة التلقائية المليئة بالعاطفة والتألق كل هذا يمنح الرجل مقدمة مشبعة بالطاقة الايجابية للعراك مع فوضى الحياة …..
بينما رؤية امرأة لا تملك هذه المواصفات بداية مبكرة لحالة لا طبيعية من الانفعال والعصبية اللاظاهرية المقنعة داخل العقل …..
احيانا نكره اننا تزوجنا فالزواج مؤسسة فاشلة بكل المقاييس والمعايير لكن الحياة فرضت علينا هذا النمط اللامتغير عبر قرون واجيال سابقة ولاحقة …..
فالزواج بحاجة للانضباط للالتزام بكل شيء حتى الحب بحاجة الى ضوابط وقواعد كي يصل الى ذروة الفهم والمعنى الصحيح …..
فالرجال انواع منهم نوع يسمون بالشعراء انهم قوم يملكون كلمات وحروف يتغزلون ويصفون ويحللون كل شيء وفق التكوين الذي يؤمنون به …..
الشعراء اناس هوائيون ناريون خياليون ناضجون مثقفون هاربون ضائعون يطاردون مطاردون صائدون يصطادون انهم قبيلة غريبة وعجيبة اصغر مثقفيهم مجنون بالشعر واكبرهم يعلم الجنون شعرا …..
انا واحد من هؤلاء المجانين …..
احيانا نرتكب الكثير من الاخطاء نحن الكتاب وانا واحد من هؤلاء المجانين …..
نحن نعشق القراءة والمطالعة نشتري الكتب نقرأها نهضم سطورها فكريا وفلسفيا …..
النتيجة ان حالتنا لم تتحسن بل نزداد جنونا …..
مثلا …..
انا اقرأ دائما قبل ان انام قبل الاكل وبعده احيانا عندما اقف امام اشارة المرور وانسى انني اقود سيارة لا توقظني سوى اصوات منبهات السيارات التي تقف خلف سيارتي لا تتوقف هذه المهزلة هنا …..
احيانا نمارس الجنس وبينما نحن منشغلون بحرارة هذه اللحظة المقرفة المقززة نتذكر اننا نسينا ان نقرأ الفصل الاخير من هذه الرواية ….. الجنس
احيانا واحيانا واحيانا …..
كثيرة هي ربما لا يستطيع القلم ان يرصد كل حالات ( احيانا ) لكن انا كتبت بعضا منها وما بقي منها ففوضى اليوميات كافي لكتابتها في نص اخر …..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب