هناك صور متعددة منها التي يبستشعر فيها الانسان بانه ورقة رابحة وهناك صور مبتذلة رخيصة قد يستشعرها السياسي الخائن لبلده ولكن في اللعبة السياسية لاتوجد صور ثابتة مطلقا فبالامكان ان تتحول ارقى الصور الى الابتذال او اقذر الصور الى القدسية وهالة الايمان والجهاد وكل ذلك في علم الممكن المتغير وهي السياسة والمصالح وقد نتذكر ضحايا حزب البعث وقصة درويش الحزب البعثي وهو القيادي عبد الخالق السامرائي وكيف تحول الى ضحية بعد ان كان مقدسا لكل قادة الحزب واخرين غير امثال الشيخلي وتحسين معلة وصلاح عمر العلي واياد علاوي وانتاهء باحمد حسن البكر وعدنان خير الله طلفاح وزير دفاع العراق وغيرهم واخيرا مجزرة صدام في رفاقه البعثيين عام 1979 واعدمهم بدم بارد ولم تهتز له شعرة شارب حسب قوله وقد بكى ورثى قليلا صديقة الحميم عدنان حسين الحمداني بدموع تماسيح كانت خلاصة القضية انهم يقفون عثرة في طريقه الى المجد الذي كان مريضا به كما مرض صاحب الولاية الثالثة بحب الكرسي وانقلب على رفيقة ابراهيم الاشيقر واقصاه من الحزب وقد اوجزت ذلك والا هناك من الشواهد مايندى لها الجبين في تاريخنا الدامي فب العراق
اما في ايران وثورتها فبعد ان كانت منظمة مجاهدي الثورة ( خلق ) بقيادة مسعود رجوي هي العمود الفقري للثورة في ايران اصبحت من ضحاياها وبعد ان كان اية الله العظمى الشيخ حسين منتظري نائب قائد الثورة السيد الخمينى اصبح فيما بعد ايضا من ضحايا الثورة وهكذا في الكثير من المواقف واقصاء رفاق الدرب وقتلهم اذا تطلب الامر ضرورة مصلحية او تسلق اناني لبعض مرضى النفوس المصابين بعقد النقص الدونية
ففي حزب الدعوة والمجلس الاعلى والاخوان وتنظيم القاعدة وحتى في داعش هناك انقلابات سياسية واغتيالات وتصفيات تخضع لمصالح تارة شخصية واخرى عامة واما موضوعنا فهو مع احد القادة الميدانيين وهو الاسم الابرز بعد العامري وهو جمال جعفر البصري المهندس الايراني الاصل العراقي الجنسية والمكنى بالحاج ابي مهدي المهندس والذي كان مقيما بالكويت واتهم بقضايا خطيرة منها تفجير السفارتين الفرنسية والاميركية واغتيال الامير جابر الصباح في ثمانينيات القرن الماضي ابان الحرب العراقية الايرانية واذا فهو متهم من قبل محاكم دولية تبنته ايران ووضعت الثقة فيه وتسلق في قيادة بدر الى ان كان من كبار القادة في فيلق 9 بدر العسكري والذي تحول بعد دخوله للعراق لفترة لمنظمة مدنية برتب عالية في الجيش العراقي والاستخبارات العسكرية والامن الداخلي والوطني وعاد فورا كتشكيل عسكري بعد دخول داعش الارهابي الى العراق وكان لفيلق 9 بدر وهو احد التشكيلات العراقية العاملة مع الحرس الثوري الايراني الدور الكبير في التصدي لداعش بفيادة العامري والمهندس
وبعد دخول اللعبة السياسية دول كبرى كبريطانيا التي تتبنى حزب الدعوة الاسلامية والولايات المتحدة التي تتبنى الاحزاب اللبرالية السنية كان لايران كفة راجحة جعلتها تستحوذ على الحصة الاكبر من العراق وهذا لايروق للولايات المتحدة لاسيما وان امريكا تعتبر نفسها هي صاحبة المشروع في سقوط صدام حسين وحزبه الحاكم بالاتفاق مع دول الجوار العراقي وبما انها لم تحصل على ماتريد حاولت الضغط من خلال داعش ودعمه وتقويته لاعادة التوازن المفقود منذ عام 2003 والحد الان حول تقاسم الحصص والمصالح بين ( السنة الامريكان – الشيعة الايرانيين ) فطمعت ايران بسنة الاميركان كما جندت اميركا شيعة ايران من خلال توازن جديد ومن خلال التحرك الاميركي على شخصيات شيعية بغية التوازن الاميركي تحركت ايران بنفس الاتجاه الا ان ان هناك نقاط اختلاف بينهما منها ان ايران لابد ان تتخلى عن قادة معينين وكذا اميركا لابد ان تفعل نفس الشيء فاميركا الان تملك التاثير المباشر على داعش والاحزاب والشخصيات السياسية السنية كما ان ايران باستطاعتها اللعب بالاوراق الشيعية بكل حرية والتاثير عليها
فهناك معلومات مؤكدة ان ايران ستتخلى عن قادة شيعة اولهم ابو مهدي المهندس ولانعرف كيف ستتخلى عنه وما هي الالية هل ستسلمه للامريكان بصفقة سياسية ام تضعة في طهران مجمدا ام يتم تصفيته مقابل صفقة ايرانية فيما بعد تحرير الموصل ومن هو رقم 2 هل هو نوري كامل المالكي ليقدم لمحاكمة دولية لانعرف بالضبط ولكن كل الذي نعرفه ان نائب هادي العامري سيتغير كاحد شروط اميركا مع ايران وسيعين في مكانه احد القادة السنة العسكريين والمرجح هو مدير الاستخبارات العسكرية السابق الفريق وفيق السامرئي والذي شغل مناصب كبيرة فيما بعد عام 2003 منها المستشار العسكري لرئيس الجمهورية جلال طالباني وهذا ممكن بطريقين اما ان يكون السامرائي نائبا لهادي العامري في الحشد الشعبي مع تشكيلات عسكرية سنية تدمج مع الحشد الشيعي او ان يكون حشد سني مستقل وتكون عند اذن القيادة للحشد السني سنية والشيعي شيعية وهذا ممكن كما انه بالامكان تحرك ايران للبحث عن قادة سنة ودعمهم لغرض النفوذ في المناطق السنية وبالعكس بالنسبة للامريكان البحث عن قادة شيعة لزيادة النفوذ الاميركي وبين النفوذ الايراني والاميركي ستبقى معركة الموصل هي من سيقرر اتجاه العراق في ظل التغييرات في عراق مابعد الموصل الذي سيغير من الخارطة السياسية بشكل كبير لينتج تحالفات جديدة بعيدة عن المذهبية هذه المره الا انها ستبقى في نفس الاتجاهين الايراني والاميركي
كما ان هناك مشاريع لايمكن التكهن بها منها انشاء جيش عربي غير مرحب به ايرانيا او انشاء حشد شعبي نظام باسم الحرس الوطني السني والذي ترفضه ايران ولكن بالامكان ان تتفق ايران مع اي مشروع يخدم مصالحها او يضمن لها على الاقل عدم التدخل في شؤونها الداخلية لاسيما وان هناك جبهة داخلية ايرانية قوية ترفض التدخلات الايرانية وهدر الثروات للشعب الايراني الفقير والذي يعاني من ازمات حادة اقتصادية منها 8 ملايين عاطل عن العمل فضلا عن قصور الخدمات الصحية للمدمنين على المخدرات والذين يقدرون بمليوني مدمن حسب الصحافة المحلية الايرانية بالاضافة الى نفقات ايران في دعم تطوير برنامجها النووي الكبير سواء سلما ام غير سلمي ؟ كما ان ايران تدعم منظمات كبيرة منها حزب الله اللبناني وحركة حماس والحوثيين والكثير من الوجودات العسكرية في الهند كشمير وباكستان وافغانستان والمغرب العربي ومصر حسب التقارير لوكالة الاستخبارات الاميركية (سي -اي – اي ) لعام 2014 وعند ذاك ستمر ايران بازمات خانقة لابد لها من الاتفاق مع الجانب الاميركي لغرض التخفيف عن عاتقها الاقتصادي والدولي ورفع الحصار الاقتصادي عنها ويمكن ان تتخلى عن كل القضية العراقية لانها انهكتها كثيرا ودفعت ايران الكثير الكثير ولم تجني ماهو مطلوب لها سوى بعض الولائات الغير مضمونة والمتغيرة كما حصل لها مع حزب الدعوة الاسلامية وتحتفظ باتفاقيات رسمية مع الجانب العراقي والاميركي بشروط ممكن ان تتحق من الجانب الاميركي.