وللزيك العراقي نكهة خاصة، وحكايا كثيرة، حكاية الضابط الذي فصل من الجيش، بسبب صوت احدثه في ساحة العرضات، وهو يقدم الموجود للآمر، وفصل من الجيش، فوقف قرب القشلة، وانتظر مرور نوري السعيد ( فجره بزيك)، فضحك الباشا، واعاده الى الجيش، فصار بين امرين، فصل من اجل ( ضر…) واعيد الى الخدمة بـ( زيك)، ومما يؤثر ايضا عن عميد آل الشاوي في بغداد، انه اتخذ بمجلسه بـ (ببّغاء)، دربت على انها اذا سمعت صرخة، او صوتا عاليا، نفضت صاحب الصوت بزيك قوي، وصادف ان حضر مجلس الشاوي رجل يلقب بملك الفتنة، وكان سليط اللسان، فما ان بدأ حديثه حتى رفع صوته عالياً.
وهنا قاطعته الببغاء بزيك حاد قطع عليه كلامه، فسكت مغتاظاً، ثم عاود الحديث بعد دقائق، فما ان رفع صوته، حتى فاجأته الببغاء بزيك قوي آخر، فاشتد غيظه، فاعتذر اليه الشاوي قائلا: ان هذه الببغاء قد حيرتني، فهي منذ سنين تسمع اذان المؤذن في الجامع وهو بجوارنا، فلم تتعلم منه شيئاً، ولكن السيد محمد سعيد، اقترب من قفصها، وعفط امامها ثلاث مرات، فتعلمت منه، وصارت تكرره بكل مناسبة، جماعة السياسيين الذين ذهبوا الى الحج، المفروض نحضر معهم الى المطار للتوديع، ونودعهم بزيك قوي، علّهم يقللون استهتارهم بمشاعر الناس.
يذهبون الى الحج والناس في دوامة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، 160 سياسيا غادروا الى الديار المقدسة، وداعش عند حدود بغداد، والجميع متهم بدون استثناء باعمال الفساد، والمتظاهرون ذابت حناجرهم وصدئت من المطالبة بحقوقهم وحقوقنا، والرجل العبادي لايملك سوى حزمة الاصلاحات يجيبها ويوديها، ولاندري الاصلاحات التي بقيت حبراً على ورق، هل هي كفيلة باصلاح مافسد وارجاع اموال العراق المنهوبة، ام انها من اعمال التسويف التي درج عليها الحكام منذ عصور، خصوصا حين تصبح الحديدة حارة، الم يكن من الضروري ان نوفر اموال الحج لهذا العام، لانه عام فقر ومجاعة.
هل يعلم العراقيون ماذا ينتظرهم، سنين يوسف عند الباب، و1000 مليار دولار موازنة الاعوام منذ الفين وثلاثة وحتى الآن، نهبت وسرقت ووضعت في المصارف، هل سيتحرك العبادي حركة حقيقية لاعادة ماسرق من اموال الشعب
العراقي، ام انه سيكتفي بالكلمات، ويراهن على صبر العراقيين، حيث قال لهم الامام علي (ع) انتم شجعان ، ولكن لاصبر لكم على الحرب.
الاكبر من هذا ان الخطر يحدق بكل من يرفع صوتا ولايرفع بندقية، فماذا سنفعل سيدي ايها العبادي العظيم، النواب تسلموا مرتباتهم، ووزير الكهرباء جدد له البرلمان الثقة، ووقعت الواقعة برأس الموظفين الصغار، لقد تظاهر الشعب على فساد الطغمة الحاكمة، لماذا لاتريد ان تفهم ان الحكومة مرفوضة بقضها وقضيضها، لماذا لم تسمع اصوات المتظاهرين الذين يطالبون بدولة مدنية، بعيدة عن الاحزاب والمحاصصة، كلنا توقع انها فرصة تاريخية، ولكنك صادرتها بمرور الوقت، وهذا اول الغيث، حيث بدأت التصفيات، وانت تنتظر،وبدأ صوت الرصاص.
ولايفوتني ان اذكر قصة الرجل الذي فقد كفيه في الحرب، وذهب الى الحج، وصادف ان رأى طابورا من الناس فوقف في الطابور، فشاهدهم يلتقطون الحجر ويرجمون الشيطان، فسأل الرجل الذي امامه، وقال: كيف العمل؟ انا لا املك كفين لأرجم الشيطان؟، فقال له الرجل: جرّه ابزيك، وانا متأكد ان الشيطان الذي سيرجمه السياسيون العراقيون، سيجرهم بزيك لانه تلميذ بالنسبة لهم ويتعلم منهم الشيطنة.