ابو غايب انسان عراقي فقير جدا، لا يمتلك في العراق سوى دار صغيرة أيلة للسقوط، تتكون من غرفة واحدة وملحقاتها، لا راتب فيكفل له معيشة كريمة ولا اي مصدر مادي اخر، وهو يعيش في بلد النهرين في احدى المحافظات النفطية، امثاله كثيرون في بلدي، وهناك من يسرق المليارات كل يوم.
في ضل انشغال المتنفذين في الحكم بمصالحهم، يصارع الفقراء ذل العيش من اجل حياة مشرفة، وهم غير أبهين لمنصب او طامعين بثروة، فقط يحلمون ببعض الاموال بتدبير مقومات معيشتهم، وتكفل أبعادهم عن إراقة ماء الوجه بذل السؤال، ينتشرون في تقاطعات الطرق في الاسواق في كل مكان، تكثر حاجتهم في وقت الانتخابات فقط، حيث يتلهف لهم طلاب المناصب لاخذ اصواتهم بخداع ومكر.
من ثم يتحولوا الى اصحاب فضل في الانتخابات و تستجدى اصواتهم، وهم لا يعلمون شيء ولا يأبهون لشيء فقط ينتظرون اجرة صوتهم، لانهم يوقنون انهم لن يروا ذلك المسؤول بعد هذا الوقت ابدا، فشدة حاجتهم تجعلهم لا يفكرون للقادم، بل يكون فكرهم بقوة يومهم فقط، وهذا سهل الكثير امام سراق الاصوات الذين لاهم لهم الا المنصب، وتعاد عليهم الكرة مرة بعد مره، ويفعلون نفس الشيء لشدة العوز وقلت الزاد، هذه حال ابو غايب وامثاله من الشعب.
تناهى الى اسماع ابو غايب، قضية الشخص الذي حول 6 مليار دولار الى حسابه في الخارج، بعد ما انشغلت بها الفضائيات ووسائل التواصل، فأخذ يسأل نفسه ماذا يفعل شخص واحد بهكذا مبلغ؟ ما الذي كان سيحصل على المبلغ لو اعطاني منه، لأبني داري خشية سقوطها على ارواح ساكنيها، بعدها عرف من الناس؛ ان هذا الشخص ينتمى الى الحزب الذي يبتاع صوته له، الذي كان يخدعهم بمغريات زائفة، اخرها عندما سلمه ذلك الحزب سند تمليك زائف.
تواصل الخداع اصبح عادة لهم، والسرقة همهم الاول والكذب والوعود الزائفة من أولوياتهم، لان الشريحة الكبرى من الشعب لا تفكر بالقادم الذي ينتظرهم، بل تفكر فقط في يومهم الذي يعيشونه، والدليل على ذلك ما يحصل اليوم، فلا احد يستطيع ان يطالب من انتخبه مقابل مال بخدمة، امام من انتخب احد لقاء خدمة الصالح العام، فهو يستطيع ان يطالبه صبح مساء بكل شيء يريد.
النتيجة ان من سرق ميزانيات العراق، وسلم ثلث اراضيه لقوى الظلام، وجوع نصف الشعب ليشبع هو فقط، ويستغل عوزهم لكي ينجح بالوصول الى السلطة، لن تصعب عليه سرقة اصوات ابو غايب وامثاله.