18 ديسمبر، 2024 5:11 م

ابو طالب صاحب الحضور الكبير في كربلاء و الذي استشهد (28) مرة يوم عاشوراء

ابو طالب صاحب الحضور الكبير في كربلاء و الذي استشهد (28) مرة يوم عاشوراء

قد يسأل و يتفاجىء الكثير كيف يعقل ان يكون ابو طالب (ع) مشاركا في يوم الطف و هو متوفى قبل الهجرة النبوية بثلاثة سنين و قبل يوم عاشوراء باكثر من (68) عام في المقال سأوضح كيف شارك ابي طالب في كربلاء و كيف استشهد (28) مرة … ا من اكثر الشخصيات التي احتار بها المؤرخون و المحدثون هي شخصية الرجل العظيم مؤمن قريش و شيخ البطحاء و كافل الرسول ابي طالب (ع) هذا الرجل الذي عرف عنه الشجاعة و الكرم و فصاحة اللسان و كان مناصرا لابن اخيه الرسول محمد (صل الله عليه واله) منذ بدء الدعوة و الرسالة المحمدية حتى وفاته في شعب ابي طالب هذا الرجل كان قبل النبوة يتقلد مناصب (الرفادة) ضيافة الحجيج … و منصب (السقاية) ايصال الماء الى الحجيج .. و لذكر الماء (ان لآل محمد مواقف مع الماء) هذا الرجل امن بمحمد (ص) منذ بداية الدعوة و كان الرجل الذي يحامي عن ابن اخيه من بطش قريش حيث كان كبار قريش يخافون و لا يتجرء احد ان يقوم بأذية الرسول خوفا من ابي طالب هذا الرجل طالته ايدي الظالمين بعد وفاته حيث اتهمه الامويين انه مات و هو كافر طعنا منهم بولده قاتل الكفار و الناكثين و القاسطين و المارقين مستندين على روايتين ضعيفات السند و لا يوجد لها اي دليل هي رواية تنسب لابن عباس و حين توفي ابو طالب كان ابن عباس لا يتجاوز الـ (6) اشهر من العمر و من هنا ان هذه الرواية باطلة و الرواية الاخرى تنسب لابي هريرة وهذه الرواية باطلة ايضا لكون ابي هريرة اسلم بعد فتح خيبر اي بعد وفاة ابي طالب بما لا يقل عن (13) عام ، اما دلائل إيمان أبي طالب كانت في شعره حيث قال (يا شاهدَ الخلقِ عليَّ فاشهدِ *** إني على دينِ النبيِّ محمدِ) و (ألا أن خيرَ الناسِ أمّاً و و الداً *** إذا عُدَّ ساداتُ البريةِ أحمدُ) و (نبيُّ إلهي والكريمُ بأصلهِ *** وأخلاقِه وهو الرشيدُ المؤيّدُ) و (قد أكرمَ اللهُ النبيّ محمداً *** فأكرم خلقِ اللهِ في الناسِ أحمدُ) و اغلب ديوانه الشعري هو في مدح محمد (ص) و هذا دليل و اضح و ضوح الشمس على ايمانه .

اما ابي طالب (ع) كان له حضور كبير في كربلاء يوم عاشوراء من خلال احفاده الـ (28) الذين استشهدوا مع الامام الحسين (ع) أي ان شهداء عاشوراء من الهاشميين جميعهم يرجعون لرجل واحد هو ابي طالب و من اجمل من قام بتدوين و كتابة اسماء الشهداء الزميل الدكتور (صاحب جواد الحكيم) في احد كتاباته و سأقتبس منه اسماء الشهداء ” ان كل الشهداء الهاشميين من نسل رجل واحد فقط هو ابو طالب و هم (16) شهيد من أولاد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) و هم (الإمام الحسين ، العباس بن الإمام علي ، عمر بن الإمام ، إبراهيم بن الإمام علي ، عبد الله بن الإمام علي ، جعفر بن الإمام علي ، عثمان بن الإمام علي ، محمد الأصغر بن الإمام علي ، أبو بكر بن الإمام علي ، علي بن الحسين بن الامام علي ، القاسم بن الإمام الحسن بن علي ، عبد الله بن الإمام الحسن بن علي ، بشر بن الإمام الحسن بن علي ، أحمد بن الإمام الحسن بن علي ، عمرو بن الإمام الحسن بن علي) .

و (9) شهداء مجموع أولاد عقيل بن أبي طالب و هم ( مسلم بن عقيل ، عون بن عقيل ، عبد الرحمن بن عقيل ، جعفر بن عقيل ، عبد الله الأكبر بن عقيل ، محمد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل ، جعفر بن محمد بن عقيل ، محمد بن مسلم بن عقيل ، عبد الله بن مسلم بن عقيل) .

و (3) شهداء مجموع أولاد جعفر بن أبي طالب وهم (عون بن عبد الله بن جعفر ، محمد بن عبد الله بن جعفر ، القاسم بن محمد بن جعفر) ” اي ان جميع الشهداء من اهل بيت المصطفى (ص) في كربلاء و البالغ عددهم (28) شهيد من بني هاشم هم من نسل رجل واحد فقط وهو أبو طالب (عليه السلام ))

و للعلم ان ” لعبد المطلب جد الرسول (ص) عشرة اولاد و هم ( أبو طالب ، عبد الله ، الحارث ، الحمزة ، العباس ، الزبير ، الحجل ، المقرم ، ضرار ، أبو لهب ) ” هم اعمام الرسول (ص) و كل عم لديه العشرات من الابناء و الاحفاد الا اننا لم نسمع او نقرأ او نتاكد من مشاركة اي احد من ابناء اعمام الرسول و اذا علمنا اعدادهم بالمئات و هم من اصحاب القوة و البئس الشديد ولكنهم لم ينصروا اخاهم و ابن عمهم الحسين (ع) الا ابناء و احفاد شخص واحد فقط و هو ابي طالب ناصر و كافل الرسول (ص) السؤال ” هل الصدفة ساقت إلى ذلك أم هو التخطيط و الحكمة الإلهية أرادت ذلك أن يتفرد هذا البيت بكل هذه المناقب … فأي منقبة هذه التي نالها أبو طالب (عليه السلام) حيث كان حاضرا و مدافعا عن الاسلام بحياته و مدافعا عن روح الاسلام بعد وفاته حيث ” اصبحت كربلاء منه و هو منها و هذه احدى الخصائص التي لم ينالها سوى ابناء ابي طالب من دون بني هاشم ” . و اكثر ما يؤكد شجاعة و ايمان ابي طالب هو قول الرسول محمد (صل الله عليه و اله) ( لو ولد أبو طالب الناس كلهم لولدهم شجعاناً ) , هذا الرجل العظيم لم نسمع او نقرأ له ذكرا في الكتب او في القنوات الفضائية و حتى من القنوات المحسوبة على اهل البيت لم يذكروه في ايام عاشوراء اما القنوات الاموية و المغرضة فمسحته من كتبها لكونه والد (علي بن ابي طالب) (ع) قاتل الكفار و قاتل عتبة و شيبة و الوليد من هنا حقدوا على ابي طالب و آل ابيث طالب الى يومنا هذا .