19 أبريل، 2024 2:18 ص
Search
Close this search box.

ابو سن وكريستينا …… العاشقان

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يزهو العشق قي قلب الرجل تولد الحكاية ……
من يتابع فصول واحداث قصة ابو سن وكريستينا فستنتابه احيانا نوبات ضحك هيستيرية واحيانا اخرى نوبات غرام ثورية فقصتهما بدأت من خلال حوار عادي بريء ومن ثم تحول الى حالة حب لذا التسمية الأنسب لوصف ما حدث بينهما هو العشق ……لذا فلا تسمية انسب لوصف حكايتهما سوى العاشقان انها كلمة قصيرة لكنها كبيرة بمعانيها فهي تعبر عن كل شيء حدث بينهما منذ اول لقاء نهاية بقضبان السجن فلقد تواصلا الاثنان من خلال التكنولوجيا الحديثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة والفريدة التي تحمل كل واحدة منها مميزات تؤهلها كي تكون هي الاولى في استقطاب المولعين بهذه التكنلوجيا التي دخلت حياتنا وحطمت الكثير من تقاليد وعادات المجتمعات ……
والملاحظ هنا إن وسائل الاعلام السعودية اصبحت تعامل حكاية ابو سن وكريستينا كقضية امن قومي ووضعتها ضمن حدود تخطي العادات والتقاليد والموضوع لا يستحق هكذا فضفضة اعلامية مزيفة فما حصل عبارة عن تعارف ولقاء عابر للقارات صورة وصوتا بين فتى سعودي وشابة اميركية في النهاية اخذ الموضوع ابعادا اخرى وصولا الى العشق فالجمهور الذي يتابع المقاطع المباشرة بينهما كان متحمسا متعاطفا معهما لأن الموضوع ليس سياسيا ولا يتعلق بالعرق واللون وبعيد كل البعد عن العنصرية ولا يمت بالارهاب بأش شكل من الاشكال ……كالعادة تدخلت السلطات السعودية والقت القبض على ابو سن بحجة تعديه على عادات وتقاليد المجتمع السعودي وان دل هذا على شيء فهو دليل عجز هذه السلطات على تقوية دعائم الفكر والثقافة والتواصل البشري بين الفرد السعودي والافراد الاجانب …..فحقوق الإنسان والمرأة بشكل عام محرمة في السعودية فلا يمكنها قيادة السيارة ولا يمكنها العمل الا في وظائف معينة ولا قيمة انسانية وفكرية لرأيها وحريتها الشخصية لا تتعدى سور المطبخ وغرفة المعيشة وما هذا الا امثلة قليلة على التعدي على حرية الفرد بشكل عام في السعودية وما خفي كان اعظم في الوقت الذي اصبح العالم يعيش حالة من التطور والتمدن وتحول الى قرية صغيرة يمكن العيش فيها بنقاء وصفاء في ظل توفر وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تمكن الاشخاص والافراد من التواصل معا ……من جانب اخر فأن شخصية ابو سن التي يمكن تسميتها بالكرتونية المضحكة سلطت الاضواء على قضية مهمة جدا وهي المشاعر والاحاسيس فهو حاور كريستينا بكل صدق ومحبة بعيدا عن الكذب والتلاعب بعقلها من اجل الحصول على شيء معين فجمال وسحر ونعومة كريستينا واسلوبها الراقي والمتميز والهادىء في الحوار كل هذا جعل ابو سن يعشقها وهي تعاملت معه بذات الطريقة وربما يكون للحكاية جانب اخر الا وهو الإنسانية فربما انتهجت كريستينا مع ابو سن سلوكا انسانيا جعلتها تتعاطف مع شخصية هذا الفتى الذي انبهر بجمالها ونعومتها …..
ولكي أكون اكثر صراحة …..
وهل من رجل عاش احداث حكايتها مع ابو سن ولم يبهره جمالها ونعومتها فهي فاتنة جدا وتملك مؤهلات جمالية تمكنها من اخضاع اي رجل لسحرها وفتونها ومن منا نحن الرجال لم يصادفه هكذا مواقف صورة وصوتا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الواقع فالعلاقات الثنائية بين الجل والمرأة عبر الانترنيت هي واقع افتراضي في كل الاحوال الا من حالات معينة اصبحت واقعا حقيقيا اما الواقع الحقيقي والذي يأتي صدفة ويتحول الى حالة عشق فهنا تكمن المشكلة والكارثة خاصة إن كان الرجل متزوجا ويحمل صفة الابوة هنا للموضوع ابعاد اخرى تؤدي الى مواقف وقرارات مصيرية ومشاكل اجتماعية تنتهي بالطلاق والانفصال فأما إن يضحي بحياته مع شريكة حياته وام اولاده واما يضحي بعشقه الذي التقى بقلبه صدفة هنا يكمن الوجع والالم وكم هو صعب قرار اللقاء او الوداع ……وهذا لم يعشه ابو سن كواقع حقيقي لكنه عاشه كواقع افتراضي ويمكن اعتباره حوارا عاديا او نزوة في نهاية الليل تنتهي بحلول الصباح فالعشق افتراضيا ليس عشق انه عشق التواصل الاجتماعي اما العشق واقعيا وحقيقيا فهذا يؤدي الى مفترق طرق ونهاية اما بتحطيم اسرة كاملة او بالتضحية بالعشق الحقيقي ……فما حصل إن الفتى ابو سن شعر بنبض قلبه وهو يحادثها ويحاورها وهذا يسمى بالعشق وكان واضحا من ملامحه واسلوب كلامه فهو غارق في بحر كريستينا عشقا لذا ما حصل تجربة ناجحة لعلاقة فاشلة لواقع افتراضي وهذا إن دل عل شيء فهو دليل على شيئين …..اولهما إن لابو سن ميول للعشق منذ بداية مرحلة شبابه وهذا حق كل شاب إن يعيش فصول شبابه بالكيفية والطريقة التي يريدهاثانيا إن كريستينا ولدت وعاشت في مجتمع منفتح متحرر وحصلت على ماتريد لكنها بحاجة الى إن تغير اسلوب حياتها وطريقتها في التعامل معها والبحث عن ما هو جديد جسديا وروحيا …… لذا اضحكني واحزنني مشهد ابو سن وهو يعلن توبته عن لقاء كريستينا صورة وصوتااي توبة هذه يا ابو سن
 فالعشق لا قانون له ومن يتذوق طعم العشق الحقيقي في قلبه …….فهي النهاية
انها الضربة القاضية التي تخضع القلب
انه الوجع والالم 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب