عندما كان رسول الله (ص) يرتدي العمامة ايضا كان ابو سفيان يرتدي العمامة ، وكذلك الامام علي (ع) يرتد العمامة كذلك معاوية يرتدي العمامة ، وهكذا كل معصوم يرتدي العمامة الخليفة يرتدي العمامة بل ان الحجاج يرتدي العمامة .
تاريخ تخصص رجل الدين بالعمامة يكاد يكون غير معروف ولكن ذكرت بعض المصادر التاريخية ان القاضي ابا يوسف تلميذ ابي حنيفة ارتدى زيا خاصا به ليعرف عن نفسه بانه رجل دين ولم يذكر ماهية الملابس، ولكن هنالك من انتقد هذا التصرف لانه سيكون مجال مفتوح للدجالين .
مسالة لون العمامة للدلالة على النسب ايضا تقريبا تاريخها مجهول ، فمثلا اثناء تاليفي راقدون عند الحوراء زينب عليها السلام رايت صورا لال المرتضى وهم سادة يرتدون العمة البيضاء .
الشيخ المفيد كان يرتدي العمة ولكنه كان معروف بعلمه وليس بعمته وكذلك ممن عاصره من علماء او قبله ـ الشيخ الصدوق ، الكليني ، الشريفان ، ابن قولويه وغيرهم .
من هذا المنطلق العمة ليست سنة نبوية بل انه عرف تعارف عليه رجال الدين لها ضوابطها بين رجالها ولكن الم تسول النفوس الخبيثة لاصحابها بوضع العمة على رؤوسهم وتحقيق غايات خبيثة لجهات معلومة الاتجاه.
نعم لا نظام في المؤسسات الدينية بخصوص شروط لبس العمامة باعتبار انه زي يدعي من ارتداه انه يقلد الزي الاسلامي زمن الرسول لان الرسول في حينها ليس لبسه يميزه عن غيره سواء بالعمة او بقية ثوبه .
بعدما اصبحت العمة لها رمزية خاصة برجل الدين الفقيه العالم واصبح من يرتديها له مكانة وصلت للتقديس عند العامة ،وبحكم ما تعارف على رمزية العمامة اليوم فان من يرتديها لغايات دنيئة مأثوم ومذنب امام الله عز وجل ، اليوم بدات تظهر علينا عمامة تم استئجارها لغرض الطعن بمن يلتزم بها هذا من جهة ومن جهة نجد متطفل يرتديها ويقوم بعزف على البيانو او غسل الصحون وهو يرتدي صدرية نسائية وهكذا .
من هذا المنطلق فان الذي يرتدي العمامة بحق تجده مشغول بعلمه وعمله واخلاقه ولم يتهجم او يرد على احد ، بينما من تلبس بلباس الدين تجده ينتقد هذا ويشتم ذاك ويستصغر اولئك ويطرح مهازل باعتبارها افكار .
هكذا متطفل ومن على شاكلته حقيقة لا يستحق الرد او المتابعة ولكن بسبب الثقافة الهشة التي تفككت بسبب مواقع التواصل وسهولة الاطلاع على ما يرغب مستخدم النت من خزعبلات ، هكذا ثقافة تتاثر بهذا المتطفل سواء استخدامه لانتقاص رجال الدين او اتباعهم بكلا الحالتين يصبحون عبء على المجتمع .
اتمنى ان يوجه سؤال لمن يرتدي العمامة من هو الذي وضع العمة على راسه أي اسم الفقيه او العالم الذي وجده اهلا لان يكون رجل دين فالبسه العمامة او لديه وثيقة اجتهاد او اجازات رواية وهي اضعف الايمان ، ستجدونهم فارغين ولست بصدد الاستشهاد باسماء لانهم لايستحقون خسارة حبر كتابة اسمائهم .
هنالك قصص وشواهد كثيرة على كيفية تصرف من يلبس العمامة وهنالك من يرتديها فقط في الحوزة او يمارس عمل ديني وعندما يمارس بقية اعماله تجده يخلعها وكم من عالم تعرض لموقف عصيب لعدم معرفة الاخر بانه عالم واخر المقال اذكر لكم ما كتب الشيخ محمّد جواد مغنيّة وهو يتحدّث عن وقائع زيارته للإمام الرضا ـ عليه السلام ـ في مدينة مشهد، عام 1382هـ، وكان يصف العلامة الشيخ محمّد تقي شريعتي (1987م) والد الدكتور علي شريعتي، فيقول: «أمّا العلامة التقي شريعت أستاذ التفسير في كليّة المعقول والمنقول بمشهد، فهو ملاكٌ مقدّس وروح طاهرة تجسّدت في هيكل رقيق أبرته العبادات، وأضنته المجاهدات، يعتمر القبّعة لا لشيء إلا ليصطاد بها هذا الشباب الذي لا يرى إلا القشور والظواهر، لبس القبّعة ليصون بها ألوف العمائم واللحى من سخرية الساخرين بأهل الدين لمجرّد الملابس والمظاهر، فقال لهم بلسان الحال: إنّكم تأبون وتنفرون من العمّة والجبّة، فتعالوا إليّ هذه قبّعتي، وهذا بنطلوني على أحدث طراز.. فتقاطروا إليه من هنا وهناك، وهو يصطادهم جماعات وزرافات، ويتجّه بهم إلى الدين وشريعة سيّد المرسلين..» (مغنيّة، كتاب المقالات، من هنا وهناك: 116).