في الحقيقة، شدتني المهلة التي منحها احمد ابو ريشة الحكومة العراقية لاظهار ما اسماهم بالمعتدين في احداث الفلوجة، وبغض النظر عن الطرف المعتدي من المعتدى عليه من “شرور المعتدي”، فالامر ذاهب باتجاه “تي تي طا”، وفق ما تعلمناه سابقا..
التعاطف مع ابو ريشة، يأتي لاسباب عدة، لعل اولها الثقافة المرتبطة بـ”الريش” وليس اخرها طبيعة التوظيف الريشي للاحداث اعتمادا على الاغنية الرائعة “ريشة بمهب الريح”.
ابو ريشة لا يرتضي ان تكون عاقبته كـ”سليمان ابو الريش” الذي صورته الدراما الكويتية سابقا وهو يهرع في الشارع متأبطا نعليه من شرور المعتدي الذي كان هذه المرة زوجاته، فاختار ابو ريشة تفسيرا اخر للاحداث لا يقوم على مبدأ الشردة، بقدر السعي الى تشريد الحكومة (ان صح التعبير حبيبي)…
تاريخ الريشة و ابو الريش لا يقتصر على الثقافة السنية ممثلا بعبد الستار او احمد ابو ريشة، فلكل امة ريشة، واعتقد ان المذهب الشيعي اسبق من غيره في تسويق الريشة واستثمارها، الريشة ياجماعة ترتبط بماض سحيق، وابو الريشة الشيعي لا يهدد اعداء المذهب الافتراضيين ويمهلهم تسليم المعتدين بقدر ما يهدد ابناء المذهب ممن يخلدون الى برهة نعاس يكسرون فيها حر الصيف او لحظة دفء من شتاء لا يرحم، حين يأوون الى احد المراقد المقدسة وبالخصوص “مرقد معصومة” في قم المقدسة.
يأتي ابو ريشة الشيعي فيداعب وجهك بريشته المزعجة مصحوبة بكلمات جافة “بولانشو، بولانشو اغا…”، ولا خيار لك حينئذ غير الـ”البولانشو”، غير ان العقل الشيعي المعارض (والمعارضة هنا تختص بابو ريشة داخل المذهب الشيعي) لم يركن الى اساليب الاستفزاز الريشوية بقدر ما استطاع تحفيز الاسلوب وتطويع العقل لاستثمار فكرة القراءة والمذاكرة “المباحثة” للنوم من جلوس كاحدث فكرة لا يستطيع ابو ريشة ان يكتشف معها ما اذا كنت منكبا على كتابك تقرأ فيقطع سلسلة افكارك، وهي بحرمة الكعبة دال المنظومة البحثية، ام انت سارحا في لجة النوووم، الا ما رحم الشخير، فللشخير عيون والله المعين…
فحوى الرفض، قائم على اكثر من مبرر احدهما كراهية النوم في المساجد، وابطال الوضوء، وهو امر لا تجده عند المذهب السني، فلطالما تشاهد كثيرون يمتدون على اصقاع الارض في مكة المكرمة مثلا، وما ان اذن مؤذنهم حتى قاموا واستقاموا وكبروا وصلوا من مواقعهم، لا يشترطون الوضوء ولا يحسبون بعد المسافة وضرورة الاتصال، فحيث يصل صوت امام الجماعة يصلى ولو كان على ربوة…
ان تفسيري المتواضع ينطلق من الاعتقاد: ان تلك الثقافة، بين ابطال الوضوء وضرورة الاتصال وتعسف ابو ريشة الشيعي، ما دعت دون شك الى تراجع المشهد الشيعي في معادلة التوازن الجارية في البلاد…
احمد ابو ريشة يطالب بموقف من الحكومة، ازاء كم شخص، لا يتعدون كف اليد، والشيعة تفقد في كل يوم ما يوازي هؤلاء عشرات، مفخخة بالثورة لو بالصدرية تعادل نص سكان الانبار، لكن الشيعة لا يعترضون، ابو ريشة الشيعي مشغول بان لاينام ابناء مذهبه بالمسجد، وابو ريشة السني يهدد!!
ثقافة الاتصال بالواي فاي السني خلال الصلوات، ينعكس ايجابا على قابلية الامتثال والارتباط ازاء الاحداث، فالانبار لا يشترط تسلسلها الجغرافي ان تنتظر مدن متاخمة لتشعل فتيل المظاهرات حتى تصل الى نينوى او صلاح الدين، بالبلوتوث بعد عمك، صوت الامام مستعاض عنه بصوت الشرقية او الجزيرة، والنداء يصل الى ابعد مداه فيمتثل الجميع دون شرط الوضوء وما يصاحبه من شك.
عند الشيعة فيدراليات ياجماعة، يعني فيدرالية الصدرية ما تتأثر من يصير تفجير بفيدرالية الثورة، وفيدرالية الشعب، غير فيدرالية البياع… ولو مليون واحد يموت ما يطلع ابو ريشة شيعي يكول للحكومة مهلة تجيب المسبب وتعلكه يم اقرب لافتة للمجلس الاعلى تنادي بالرفق بالقوارير!
ابو ريشة الشيعي بصراحة، يخاف يحرج الحكومة بنداءه، والشيعة يستحون من المرجعية، والمرجعية تنأى بنفسها عن هل السوالف، والسوالف هواي ما يلبس عليها اهدوم، والهدوم كامت ما تستر، وعله كولت المثل “هفه هفه بطرك الريش والكفه”.
ابو ريشة يستاهل ياجماعة وغصبن على ابو الحكومة تطلع المسبب، لكن ابو ريشة الشيعي لا يعير اهمية لدماء ابناء مذهبة ويطكهم زوحير، بس يطالبون بتعويض…
هسه العراق كله بلد مقدسات، بيه مليون جامع والف مرقد وتسعمية مليون امام زاده وضعفهم حسينيات وبعدد كل الي ذكرناهم مواكب حسينية، كل هذا ما يستصحب اصل البراءة ويعتبر العراق مسجد طويل، ليقوم ابو ريشة الشيعي بمهمته المقدسة في ايقاظ الحكومة من نومتها خشية ان تحتلم فيتوجب عليها ان تتيمم وما عايزين اتراب ياهل الريش..