لا أعلم لماذا يتم شخصنة الخلافات في السياسة والرياضة والفن على انها مواقف آنية مرجعها تقلبات شخصية وردات فعل ولدت في لحظتها ، للأسف الشديد فأن هذا ما لاحظته على عدد كبير من المحللين والمتابعين لما جرى بعد التصريح المدوي لنائب رئيس اتحاد الكرة يونس محمود الذي اتهم رئيس الاتحاد عدنان درجال بالتفرد بالقرارات واجهاض أية محاولة أصلاحية في بدن الاتحاد وما حوله ، وهو التصريح الاكثر شجاعة وشفافية ولم تكن للنزعات الشخصية اية دالة فيه بل كان الاقرب الى الواقعية عندما قال : إن “درجال اوقف مشروعي”، موضحا “تمكنت من إقناع لجنة الرياضة والشباب في البرلمان بصرف مبلغ خاص للاتحاد قدره 25 مليار دينار كمبلغ خارج عن الميزانية للاستثمار من اللجنة المالية في البرلمان لبناء ملاعب وتهيئة المنتخبات واستثمارها ايضاً لشراء فنادق واراضي تكون ملك للاتحاد، كما حصلت من اللجنة البرلمانية الموافقة أيضاً على رفع ميزانية الاتحاد من 3 ملايين دولار الى 50 مليون دولار، لكن عدنان درجال وعلي جبار اوقفا مشروعي” حسب قوله، فضلا عن المطالبة بكشف ملفات خليجي 25 ومصروفاتها والجهات المستفيدة .
ومهما يكن من حال فان ما طرحه يونس محمود ليس بغريب على الوسط الاعلامي المتابع لان السيد رئيس الاتحاد وبالشواهد الكثيرة يؤثر ان يستولي على جميع المناقب ، وهو ما اوضحه يونس بصراحة من اجل مصلحة الكرة العراقية والاتحاد عموما وليس بدوافع شخصية اطلاقا ، والا فان الامر سيكون تمثيليا غير مستساغ وهو ما لانعرفه عن يونس محمود وتحليه بقدر كبير من العفوية والشجاعة اذ لايتطلب الأمر الركون الى قاعدة بوس عمك بوس خالك .
هذا من جانب ومن الجانب الاخر فان التفرغ الى كشف عديد الملفات التي اثيرت عن اموال بطولة خليجي 25 وما تبعها ، نجد انه من ألاشياء السهلة التي لاتتطلب الانفعالات اطلاقا فكما ينال الاتحاد التقدير والمكافأت السخية بسرعة البرق من اعلى هرم الحكومة فعلى رئيس الاتحاد وتشكيلته ان يجيب على اسئلة هدر وتبذير الاموال بصورة لاسابق لها ، وان فتح الملفات سواء بالنزاهة او ديوان الرقابة هو المكان الانسب لاثبات صدق الصادقين او تورطهم .