18 ديسمبر، 2024 9:53 م

ابن خلدون وساسة العراق

ابن خلدون وساسة العراق

بن خلدون مؤسس علم الإجتماع ومن كبار المؤرخين ممن إتصف حكمهم بالمنطق والعقلانية في تحليل الحوادث التأريخية، بدأ حياته بتعلم القرآن، على يد أبيه، وحفظ القرآن الكريم وهو صغير السن، وهو سليل عائلة مشهورة تبوأ الكثير منهم مناصب رسمية كبيرة، وخصص ابن خلدون حياته في دراسة العلوم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفلسفة والمنطق، ودراسة المجتمعات القديمة والتي عايشها، او التي ارتحل لها ودرسها من جميع الجوانب. وكان يعتمد مقاييس جديدة في تحليل الروايات والعادات والتقاليد الإجتماعية، واستنباط الصحيح منها. تم تعيينه سفيرا في قشتالة لحكمته وانصافه، وتعتبر مقدمة كتابه (تأريخ ابن خلدون) أساس علم الإجتماع بإعتراف مفكري العرب والغرب. وتضمنت المقدمة الكثير من الأفكار التي تتعلق بإدارة الدولة، وسياسة الرعية، وله آراء ممتعة في تقيم إداء الحكومات، وتوجهات الشعوب.
الكثير من هذه الأراء تنطبق على الأوضاع الحالية في العديد من الدول، اقصد الدول التي تعاني من الإستبداد والعنف والفساد الحكومي والأخلاقي، ومنها العراق الذي يحتل مراتب أولى في الفساد والفشل الحكومي، ومن يدافع عن العملية السياسية انما يدافع عن الفساد والسرقات والإرهاب والمحاصصة الطائفية.
وهذا باقة من الأقوال المأثورة لإبن خلدون التي تنطبق على العراق المحتل من قبل ايران وذيولها الميليشيات الشيعية وكودة النساء، واقصد بهم سياسي أهل السنة (ذيول القادة الشيعة).
قال ابن خلدون” قمة الأدب أن تنصت الى شخص يحدثك في أمر أنت تعرفه جيدا، وهو يجهله”. وهذا ينطبق على من يتمسك بالدفاع عن العملية السياسية.
قال ابن خلدون” إذا تعاطى الحاكم التجارة، فسد الحكم، وفسدت التجارة”. والصفقات الفاسدة والرشاوي والمكاتب التجارية للحشد الشعبي، دليل على كلام ابن خلدون.
قال ابن خلدون” إن الإنسان إذا طال به التهميش، يصبح كالبهيمة، لا يهمه سوى الأكل والشرب والغريزة”. مع الأسف هكذا تتعامل الرئاسات الثلاث مع الشعب العراقي.
قال ابن خلدون” شعور الإنسان بجهله، ضرب من ضروب المعرفة”. هذه هي فلسفة المراجع الدينية.
قال ابن خلدون” إذا أردت ان تعرف الانسان، فأنظر من يصاحب، فالطباع يسرق بعضها من بعض، أننا نأخذ من طباع بعضنا، دون ان نشعر”. نظرة واحدة الى مجلس النواب ستتبين الحقيقة كاملة.
قال ابن خلدون” الفتن التي تتخفى وراء قناع الدين، تجارة رائجة جدا في عصور التراجع الفكري للمجتمعات”. كلام يعني جلال الصغير وحازم الأعرجي وخطباء المنبر الحسيني الذين يقبعون تحت عباءة المرجع الشيعي الأعلى.
قال ابن خلدون” الصراعات السياسية لابد لها من نزعة قبلية او دينية، لكي يُحفز قادتها أتباعهم على القتال والموت، فيتخيلون أنهم يموتون من أجلها”. انظر الى قوة ونفوذ العشائر في العراق، انهم مصدر تفقيس عناصر الميليشيات، تصوروا عشائر تمتلك اسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة!
قال ابن خلدون” فاز المتملقون”. اظن ان هذا ما ينطبق على أبواق الحكومة من الاعلاميين، ولعل من ابرزهم نجاح محمد علي، وحسن البصري، مازن الزيدي،عبد الامير العبودي، هاشم الكندي، عدنان السراج وغيرهم من أعداء ثورة تشرين. قايضوا شرفهم بالتومان.
قال ابن خلدون” الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها”. اليس هذا حال العراق منذ عام 2003؟
قال ابن خلدون” ان رجال الدين أهل شورى في علوم الشرع، لا في الحل والعقد داخل الدولة التي هي لغيرهم من أصحاب القوى الاجتماعية المؤثرة”. كما يقول المثل العراقي” تعال فهم حجي أحمد آغا”، اقصد بذلك المراجع الدينية.
حينما ينعم الحاكم في أي دولة بالترف والنعمة، تلك الأمور تستقطب إليه ثلة من المرتزقين والوصوليين الذين يحجبونه عن الشعب، ويحجبون الشعب عنه، فيصلون له من الأخبار أكذبها، ويصدون عنه الأخبار الصادقة التي يعاني منه الشعب”. كلام يوجه كالسهم الى مستشاري رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي.
قال ابن خلدون” فساد القضاء يُفضي إلى نهاية الدولة.” فعلا بعد أن أصدر القضاء العراقي الهزيل ـ المسيس للولي الفقيه في ايران ـ مذكرة القاء قبض بحق الرئيس الأمريكي ترامب. يصدق القول على القاضي التافه (أقبض من … دبش)!
قليل من الحياء يا قضاة العراق، لماذا تأخذون بتوجيهات الخامنئي، وتخالفون توجيهات الله تعالى؟ يا ويلكم من عذاب الله، لقد دمرتم العراق بحمايتكم اللصوص والفاسدين والإرهابيين. قال ابن حمدون( ذكر أحمد بن وزير القاضي: لما ولّاني المعتزّ القضاء قال لي: يا أحمد قد ولّيتك القضاء، وإنما هي الدماء والفروج والأموال ينفذ فيها حكمك، ولا يردّ أمرك، فاتّق الله وانظر ما أنت صانع).