ليس من الحكمة ولا من المنطق أن تترك قضية مهمة بل هي في غاية الأهمية مثل قضية الإمام المهدي (عليه السلام ) ودولته العادلة والتي تعتبر هي نتاج الأنبياء والمرسلين وثمرة جهودهم وصبرهم وتضحياتهم معرضة للتشكيك والتضعيف من قبل الأقلام الخبيثة والمأجورة دون وجود نصوص قرأنية وأحاديث نبوية وقدسية ذات إشارات واضحة ومعاني مفهومة لكافة العامة في اثبات حقيقة تحقق تلك الدولة وأنها وعد الله وحقيقة ذلك القائد المعصوم المدخر لتلك الدولة , ومع هذا كله تجد التحريف في شرح النصوص والتزوير في الأحاديث والطعن والتشكيك في حقيقة الدولة المهدوية وقائدها ومنها شبهة طول عمر الإمام (عليه السلام) والاستخفاف والاستهزاء بطول تلك الغيبة ومحاولة اعتبار النبي عيسى (عليه السلام) هو المهدي الموعود وأن اختيار شبيه له والبقاء عليه حياً هو أن الحكمة الإلهية تتطلب ذلك ,وهذا ما يقوله ابن تيمية ومن سار على نهجه , جاء ذلك في المحاضرة الرابعة من بحث ” الدولة.. المارقة…في عصر الظهور …منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التأريخ الإسلامي 26 محرم 1438 هـ 28-10-2016 مـ
حيث قال سماحته في المورد الثالث وتحت عنوان :
غيبة ثم ظهور عيسى “عليه السلام “غيبة عيسى ثم ظهور عيسى عليه السلام، إذًا ليس فقط المسردب!! سلام الله على المسردب، ليس فقط المسردب عنده غيبة وعنده ظهور، سبقه عيسى بالغيبة وبالظهور وسنتحدث عن غير عيسى قد سبقه بالغيبة والظهور) قال الله مولانا: “فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلرَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)فعلق المرجع موجهاً تساؤلاته للتيمية قائلاً :هذا قرآن أم خرافة؟!! هذا قرآن أم خزعبلات؟!! هذا قرآن أم أسطورة توراتية إسرائيلية؟!! إنّه قرآن؛ غاب عيسى “عليه السلام “، رُفع عيسى “عليه السلام “، لم يقتل عيسى عليه السلام، شُبّه لهم بشخص يشبه عيسى “عليه السلام” ، قتلوا شبيه عيسى “عليه السلام”
لم يقتلوا عيسى غاب عيسى رفعه الله، أين غاب؟ في السرداب، في الغار، على السطح، في بئر، على جبل، تحت الماء، في بطن الحوت، لا مشكلة ولا معضلة ولا تأثير في الموضع الذي يتحقّق أو تتحقّق فيه الغيبة. إذًا عيسى سبق المهدي “عليه السلام” في الغيبة على اطروحة المهدي التي نحن نطرحها،
وبين المرجع أن حديثه لايختص فقط بالجانب التطبيقي على الفرد والشخص للمهدي “عليه السلام” بل بعموم العنوان وتفريعاته وتفاصيله قائلاً :المهم نحن نتحدّث عن عنوان المهدي بصورة عامة، نتحدّث عن اليوم الموعود كعنوان وما يتعلّق باليوم الموعود وما يتضمّن اليوم الموعود من أشراط، من أشخاص، من حوادث، من وقائع وما يرتبط باليوم الموعود لكن قلنا الشيء بالشيء يذكر) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159( ملفتاً سماحته إلى أن الإيمان بعيسى ” عليه السلام ” كنبي رفع وبقي حياً ولم يمت لابد من تحققه في عالم الدنيا ليتحقق التطبيق والوعد الإلهي بالشهادة على من آمن به في حياته بعد حادثة قتل الشبيه والغيبة ليكون الظهور لعيسى بذلك متحققاً .ملفتاً الى ذلك بقوله :
( التفت إلى هذه النكتة، أنا لم أسجل هذه سجلها أنت، لاحظ، أيضًا قانون إلهي، التفت لماذا بقي عيسى ويبقى عيسى؟ حتى يتحقّق هذا القانون الإلهي، هذا قانون إلهي آخر وبسببه ومن أجله غاب عيسى،لم يُقتل عيسى، شُبّه بعيسى، رُفع عيسى، غاب عيسى، ما هو القانون؟ القانون الإلهي لاحظ يقول: “وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ”، إذًا تحتاج إلى إمام زمان يكون حجّة عليك وهو حي وهو موجود حتى لو كان غائبًا، حتى لو كان مسردبًا، حتى لو كان في الغار، حتى لو رُفع، حتى لو كان تحت الأرض، لاحظ، تحتاج إلى إمام حي، تُبايع الإمام الحي، توالي الإمام الحي، توالي عيسى، تؤمن بعيسى قبل موته، قبل موت عيسى قبل موت المهدي، يكون حجّة عليك فيكون عيسى في يوم القيامة يكون شهيدًا عليك، ويكون المهدي يكون الإمام شهيدًا عليك، هذا قانون آخر هذا قانون إلهي، هذا وعد صادق أن يبقى الإمام حيًّا، لا بدّ من وجود الإمام الحيّ في كل عصر، في كل زمان، في كل مكان، في كل أوان، حتى يتحقّق هذا القانون الإلهي يقول سبحانه: “إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ”. ما هو الفرق؟ القانون الإلهي واحد ينطبق على اليهود وينطبق على المسيح وينطبق على المسلمين، “وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا”. إذًا الشهادة يوم القيامة ما هو شرطها؟ أن يحصل الإيمان بالشاهد والشهيد في حياته، تؤمن بالإمام في حياته، تؤمن بالنبي في حياته، فيشهد لك يوم القيامة. إذًا هذا التعليق الأول)
وأكمل المرجع مفصلاً عن موقف أهل الكتاب وكذلك الخط التميمي وتحريفه لقضية الإمام المهدي عليه السلام بما نصه :”الكفر عند أهل الكتاب، ونقضهم الميثاق، وقتل الأنبياء، وقولهم وإصرارهم على أنهم قتلوا وصلبوا المسيح عليه السلام، وقد طبع الله على قلوبهم، وعِلم سبحانه وتعالى أن لا يؤمن منهم إلّا قليلًا، ومع ذلك كله شاء الله العليم العزيز الحكيم أن يبقي المسيح بن مريم حيًّا وأن يرفعه إليه وأن يدخره لليوم الموعود الذي يكون فيه وزيرًا وسندًا ومعينًا لمهدي آخر الزمان عليه السلام. (لاحظ حتى يخلص ويهرب التيمي من هذا ماذا فعل الخط التيمي؟ أصلًا أنكر وجود المهدي، ميّعوا وجود المهدي، دفنوا وجود المهدي وقالوا: المسيح هو المهدي!!! خط وخيط باطل)وأردف سماحته القول متسائلاً :
فهل خليت الأرض من وجود شخص من صلحاء الناس من المسلمين وغيرهم يولد في عصر الظهور في ظروف طبيعية وضمن عمر زمني طبيعي دون الحاجة إلى معجزة الشبيه والرفع والإبقاء على حياته لآلاف السنين وتحمّل عداءات وتكذيبات وافتراءات وسخرية واستهزاء الناس بالثلة المؤمنة ممن يصدّق يقينًا بحياة ووجود وظهور مسيح أخر الزمان؟
المحاضرة الثانية من بحث (الدولة.. المارقة … في عصر الظهور … منذ عهد الرسول
https://www.youtube.com/watch?v=mYUK2-0mcxQ
المحاضرة الثامنة عشرة ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد”
https://www.youtube.com/watch?v=x9JYqJkH17