22 ديسمبر، 2024 6:20 م

ابن العذراء في ضيافة ابن الزهراء على ارض مدينة السلام و رجل السلام

ابن العذراء في ضيافة ابن الزهراء على ارض مدينة السلام و رجل السلام

خمسة واربعون دقيقة تاريخية شغلت ارجاء الكرة الارضية جمعت اكبر شخصيتين تحب السلام و تسعى الى ان يعم السلام في جميع انحاء المعمورة في ارض رجل السلام الاول و مدينة السلام انها مدينة النجف وادي السلام ارض علي بن ابي طالب (عليه السلام) رجل السلام صاحب المقولة التاريخية (الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) هذه الارض المباركة جمعت اكبر مرجع للديانة المسيحية البابا فرنسيس مع اكبر مرجع للطائفة الشيعية في العالم سماحة السيد علي الحسيني السيستاني هذه الزيارة تناقلتها اكثر من (400) و سيلة اعلامية و وكالة اخبارية عالمية محطة فضائية من كافة بقاع الارض انه لقاء ابن مريم العذراء (عليها السلام) مع ابن فاطمة الزهراء (عليها السلام) او لقاء ابناء العم لان جدنا الاكبر هو ابراهيم (عليه السلام) و ابوينا هم اسماعيل و اسحاق (عليهما السلام) هذا اللقاء جاء بعد ان شهد القرن الحادي و العشرين الكثير من المآسي جراء الحروب التي اكلت الاخضر و اليابس و حصدت الالف من الارواح و الملايين من المشردين و جاءت هذه الزيارة من قبل البابا لتقديم الشكر لسماحة السيد علي السيستاني لدوره الكبير في حقن الدماء و المحافظة على ارواح العراقيين بكافة دياناتهم و طوائفهم جراء ما حدث للعراق خلال فترة الطائفية المقيتة و هجمات داعش البربرية و دور السيد السيستاني الكبير لاحتواء هذه الازمات و السعي للتعايش السلمي مع الجميع و نبذ فكرة التطرف و حمل السلاح مع الشركاء في الوطن و تمخض هذا اللقاء التاريخي الاول من نوعه على مر العصور هذا الشخصيتان يملكان الكثير من الصفات المتشابهة هما انهم عاشا حياتهما لخدمة الناس و الدين لا يملكان جيوش و لكن جيوشهما قلوب المؤمنين و لا يملكان السلاح و سلاحهما السلام و فعل الخير هما رجلان عاشا من اجل العلم و السلام وهدفهما هو ان تكون الارض و الدول للعيش للجميع و ان يكون الدين لله ، و دار الحديث خلال هذا اللقاء حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الانسانية في هذا العصر و دور الايمان بالله تعالى و برسالاته و الالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها حيث بين السيستاني عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم و القهر و الفقر و الاضطهاد الديني و الفكري و كبت الحريات الاساسية و غياب العدالة الاجتماعية و بالاخص ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب و أعمال عنف و حصار اقتصادي و عمليات تهجير و غيرها و لا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة مؤكدا الى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية و الروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي و ما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة و لا سيما في القوى العظمى على تغليب جانب العقل و الحكمة و نبذ لغة الحرب وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية و كرامة و التاكيد على أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف و التعايش السلمي و التضامن الانساني في كل المجتمعات مبنياً على رعاية الحقوق و الاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان و الاتجاهات الفكرية منوها بمكانة العراق و تاريخه المجيد و بمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته مبديا أمله بأن يتجاوز العراق محنته الراهنة و التاكيد بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن و سلام و بكامل حقوقهم الدستورية متمنيا للحبر الاعظم و أتباع الكنيسة الكاثوليكية و لعامة البشرية الخير و السعادة، وشكره على تجشمه عناء السفر الى النجف الأشرف للقيام بهذه الزيارة التاريخية و ابدى البابا على أهمية التعاون و الصداقة بين الطوائف الدينية حتى تتمكن من خلال تنمية الاحترام المتبادل و الحوار من المساهمة في خير العراق و المنطقة للبشرية جمعاء حيث قدم البابا الشكر إلى آية الله العظمى السيستاني لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف و الصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة دفاعا عن الأضعف و الأكثر اضطهادا مؤكدا على قدسية الحياة البشرية و أهمية وحدة الشعب العراقي . و خير دليل على ان المرجع الاعلى السيد السيستاني انه ما زال غير مقتنع برجال السياسة لم يستقبل في بيته البسيط سوى البابا مع اثنين مرافقيه الكادرينال و المترجم فقط و ولده السيد محمد رضا و الشيخ بشير النجفي ولم يسمح بدخول أي مسؤول عراقي