22 ديسمبر، 2024 9:01 م

” ابني اليهودي ” حكاية من حكايات العذاب العراقي

” ابني اليهودي ” حكاية من حكايات العذاب العراقي

في ملخصة عن ” ابني اليهودي ” يضعنا الكاتب كامل عبد الرحيم  في حيرةمن توصيف سرديته التي اختار لها عنواناً مثيراً للتوغل الفكري في المحتوى فيقول ” هذه ليست مذكرات شخصية ولاسيرة عائلية ولاحتى تأريخ لمرحلة ما من عذابات البلاد..ثم يختم ” هذه حكاية قصيرة عن بعض الافراد ” ويوصيناً بهم رفقاً !

والمستكشف فيها يرى كل التوصيفات التي يبدي فيها الكاتب محاذيره من التوصيف ، لسردية تجاوزت مساحة المذكرات الشخصية متوغلة في عالم الرواية الراصدة لمرحلة زمنية عراقية كانت الاكثر تعقيداً وكان من مخرجاتها المشهد العراقي الحالي .

قدم لنا كامل عبد الرحيم عائلة ، هي عائلته ، انموذجاً لصراعات مرحلة بشخصيات اختلفت مصائرهم تبعاً لشكل ومحتوى صراعات السياسة والفكر في سبعينيات القرن المنصرم ، مصائر تراوحت بين الآمال العريضة ونكوصها مروراً بالقلق الفكري بالخيارات السياسية وطبيعة تحولاتها وتشابكها وضبابية الرؤية بشقيها السياسي والفكري .

كنت وانا اقرأ سردية ” ابني اليهودي ” اتلمس فيها شخصيات عائلية اخرى كما لو ان عبد الرحيم اراد ان يقول لنا ” هذه عوائلكم وذاك زمنكم ” ، ومنها عائلتي ابنة السبعينيات حين تنوعت مصائرها على ايقاعات طبيعة الصراعات في تلك المرحلة التي اسميها دون تردد ” مرحلة العذاب العراقي ” رغم ثرائها الفكري والسياسي بل هي من نتاجاته .

يقدم لنا الكاتب سرديته بلغة ساخنة متدفقة سريعة الايقاع في اكثر مواقعها ، وتشعر كما لو انك تلهث وراءها للامساك بها حتى تتوقف على مدلولاتها الفكرية والسياسية لشخصيات هي الاخرى سريعة الحركة والتنقل الزمكاني والرؤية السياسية والاجتماعية في زمن الآمال المنكسرة والاحلام السائبة النهايات ..!

لاازعم في هذه العجالة قراءة في سردية ” ابني اليهودي ” ، فالحاجة اكبر للتوقف عند مدلولاتها وتحليلاتها الفكرية والسياسية لمرحلة كانت من اشد مراحل التأريخ العراقي دعوة لتنيش جوانياته التي تركت لنا جيلا وشخصيات يقول عنها الكاتب في مرحلة مابعد سقوط شخصية ونظام استبدادي هو الاخر كان من نتاج مرحلة السبعينيات التي افلتت منها كل امكانيات وآمال المجتمع العادل ، لتواجه زمنا هذا عنوانه كما يرى الكاتب بعثيون تركوا كالجرذانالمركب قبل غرقه، شيوعيون سابقون حلقوا لحية ماركس، ولبسوا نظاراتشمسية أمريكية، مهرجان بكل ألوان الظلام“.