مباراة بكرة القدم، تجري ما بين فريقين، لم تجمعهم الروح الرياضية، انما تنافس غير شريف، وصراع تكسر فيه العظام، ويتجاوز فيها كل الخطوط الحمراء ولم يبقى فيها حرمة إلا و انتُهكت.
وذلك لأن أحد هذه الفرق هو فريق (أبو مُرّة)، الذي أسسه ابليس، ويدربه، ويلعب في صفوفه كرأس حربة.
تشكيلة فريق (أبو مرّة) هي : “الفساد” بموقع حارس المرمى، وفي الدفاع اللاعبين الشرسين عديمي المرؤة “إرهاب وجشع وعمالة وتقسيم”، ويلعب في الوسط اللاعبين “تعيينات ومحسوبيات”، أما الاجنحة اليمين والشمال فكان لها “انفصال وانتخابات”، أما الهجوم فكان على رأسه “أحزاب ومحاصصة”.
أما على دكة الإحتياط ثلاثة هم كل من: “ملفات قضائية وإعلام وطبعاً صاحب القدم الدموية ابليس”، والخطة كانت تواجد اللاعبين في كل زوايا الملعب. ابليس يعتمد في هذه المباراة على الزخم العنيف للاعبيه العتاة، ومستفاد من انتصاراته السابقة في بلدان أخرى، وعلى مر التاريخ.
والفريق الآخر هو فريق الشعب، المشتت، والذي يكره بعضه بعضاً، وينعدم بين اعضاءه التعاون، وبعضهم تجمعه علاقات محبة ومصلحة مع بعض أفراد فريق (أبو مرّة) فاحتمال التهاون والتخاذل وارد جداً. فيلعب فريق الشعب من دون خطة ولا يشرف عليه مدرب.
ويتكون من: “متظاهر، ومستقل، وناخب، ومتثيقف، وفيسبوكي، وعاطل عن العمل، وموظف، ومسلح منفلت، وحرفي، ومعدم”. وفي الإحتياط فمقعد واحد للاعب جديد يتوق للنزول إلى أرض الملعب اسمه “الأمل”.
الحكم “ضمير ميّت”، يطلق صافرة بدء المجزرة، زمن المباراة مفتوح منذ سنة ٢٠٠٣ ولغاية هذه اللحظة، فريق أبو مرّة يتقن اللعبة فأمطر فريق الشعب بسيل عارم من الأهداف، أفقدته التوازن، وصار اللعب من طرف واحد.
لوحة المقابر تقرأ إرتفاعاً بعدد الأهداف المسجلة في مرمى الشعب، لاعبوا فريق الشعب يدخلون بشجار فيما بينهم بسبب الخسارة المبكرة، وإلقاء اللوم متبادل بين اللاعبين.
ابليس اللاعب والمدرب في آن، الابتسامة اعتلت وجهه وهو ينظر بعين الرضا إلى لاعبيه الذين وصل بهم الحال أن رفضوا التبديل كي ينزل للعب معهم، وهو يعرف انهم قد فاقوا استاذهم باللعب القذر، فبقي على دكة الإحتياط مستمتعاً بالمنظر الدموي، متباهياً بلاعبيه الذين لم يخذلوه يوماً.
ويبقى الأمل معقوداً بذلك اللاعب الفتي “الأمل”، لعلّه بنزوله إلى ساحة اللعب الحمراء يقلب الموازين الابليسية ويعيد للعراق ربيعه الأخضر الذي غادره منذ أن أغمض علي بن أبي طالب (عليهما السلام) عينيه مفارقاً الدنيا