23 ديسمبر، 2024 6:26 ص

ابعدوا دماء الأبرياء عن دعايتكم الانتخابية

ابعدوا دماء الأبرياء عن دعايتكم الانتخابية

حادثه قتل الدكتور محمد بديوي الشمري رئيس آذاعه العراق الحر من قبل نقيب كردي في الفوج الرئاسي التابع للرئيس الطالباني ، هذه الحادثة عكست مدى الاستهتار بدماء الأبرياء من الشعب العراقي ، والتي يجب ان نقف عندها ، ونقرأ الى اين وصل الوضع المأساوي للمواطن العراقي ، والإعلاميين خصوصاً.
هذا الفعل الإجرامي يتنافى مع جميع المبادئ والتي اقسم عليها رجل الأمن في حمايه الناس والمجتمع من مخاطر الإرهاب الأسود ، والذي أوقع فينا تقتيلا و تفجيرا وذبحا . 
هذه الحادثة وغيرها من الحوادث التي تتكررت بصوره ملفته جاءت بسبب شعور بعض رجال الجيش انهم فوق الحساب والقانون ، والعداء غير المبرر الذي يكنونه للصحفيين والإعلاميين، الذي يعانون منه دائما خلال قيامهم بواجباتهم، كان دمائهم أصبحت رخيصة ، والذي يفترض أعاده النظر في  السلطة والمؤسسة العسكرية بكل مكوناتها وأعاده تأهيل سلوكهم وأخلاقهم وكيفية تعاملهم مع المواطنين .
كما أن هذا العمل الإجرامي لا يختلف بالشكل والمضمون عن العمليات التي تقوم بها القوى الظلاميه وتنظيم القاعدة تجاه المواطنين يوميا ، كما يجب ان لا يجب ان تتحول الجريمة إلى مثار للعنصرية ،وبالتالي احداث شرخاً يضاف الى التمزق الذي يعاني منه المجتمع العراقي أصلاً .
كما يجب ان لا تكون هذه الحادثة المؤلمة للشهيد الشمري ، ماده انتخابية ، خصوصا مع اقترابنا من موعد الانتخابات البرلمانية المزمع أجراءها نهايه نيسان المقبل ، وان لا يتم المتاجرة بدماء الأبرياء لأغراض لا قيمه لها ، ومكشوفة تماماً ، وإلا ما علاقه رئيس الوزراء باعتقال الضابط المذكور، وهو من اختصاص وزاره الداخلية ، والتي تحمل القانون بين ذراعيها ، ولا يهمها الجاني مع من او ابن من ، لان القانون حسب ما مكتوب في الدستور هو فوق الجميع ، فوق الكردي والعربي وبدون استثناء ، لهذا يجب ان ننظر الى دماء الناس التي تقتل يوميا بالتساوي ، كما يجب ان نتذكر حادثه مقتل مدرب نادي كربلاء على يد احد أفراد حمايه السيد المالكي ، ولم يحرك احد ساكنا لهذه الدماء البريئة ، الا يجب ان ننظر الى هذه الحوادث بصوره متساوية دون انتقائية ؟!
كما ان لهذه الحادثة ستكون تداعيات خطيرة بسبب الغضب والاستنكار الشعبي لتصرفات بعض عناصر البيشمركة والتصرفات المشينة التي يقومون بها خلال تواجدهم كفوج حماية رئاسي وسط بغداد , لان تلك العناصر قد اساءت معاملة المواطنين في المنطقة وآخرها حادثة مقتل الشمري بعد الاعتداء عليه بالضرب من قبل بعض منتسبي البيشمركه لهذا يجب ان لا تترسخ روح الكراهية بين مكونات الشعب العراقي ، ويجب ان ننظر الى هذه الجريمة على انها جريمه جنائية يتم محاسبه الجاني وفق القانون العراقي الجنائي وان يأخذ القانون دوره في التحقيق بالحادث واصدار قراره باستقلالية وحياديه وان تكون عملية تسليم القاتل فاتحة لاعادة التحقيق في الجرائم السابقة التي طالت الصحفيين وتقديم القتلة الى العدالة. واهمية توفير الحماية لجميع الاعلاميين والعمل على الحد من تعرضهم الى اعمال القتل والتهديد يومياً.
 مقتل الصحفي محمد بديوي جريمة مشهودة وعلى القضاء العراقي أن يأخذ دوره في التحقيق بالحادث وإصدار قراره باستقلالية وحياد، وان تكون عملية تسليم القاتل فاتحة لتسليم جميع المطلوبين في حوادث قتل الصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب واعادة التحقيق في الجرائم السابقة التي طالت الصحفيين وتقديم القتلة الى العدالة.
كما يجب على الحكومه ان تنظر بحيادية ، ودون ازدواجيه ،الى مثل هذه الحوادث ، وأن تحمل هم حمايه الدم العراقي ،وتجعله من مسؤوليتها وأولوايتها ، لانه من مسؤوليتها حمايه المواطن العراقي كيفما كان وأينما كان ، والابتعاد عن الاتكاء على مثل هكذا حوادث في الدعايات الانتخابية الزائفة ، لان المواطن العراقي وعى مثل هكذا تصرفات تعكس الفشل السياسي ، ومحاوله التقرب من هموم المواطن العراقي.