17 نوفمبر، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

ابعدوا الطبول حتى لا يرقص الشعب

ابعدوا الطبول حتى لا يرقص الشعب

جراحنا. آلامنا. مظاهراتنا. أوجاعنا كثيرة وهمومنا لا تحملها الكتب ولا تكتبها الاقلام.. اليوم اصبحنا نعيش في واقع تتحكم فيه شخصيات معينة وكأنها اصبحت وصية السماء علينا في هذه الارض… الجميع ينادينا معه حتى يغلب خصومه.. ونحن لم نستفاد شيء من الجميع لأننا مازلنا نركض خلف الاصنام التي صنعتها أيادينا..
كلمة الديمقراطية كِذبة صنعتها لنا الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الغربي مثل ما صنعت لنا كلمه الدكتاتورية فما الفرق بين السابق والحالي وما الفرق الا مسميات وقوانين بسيطة ومازال المواطن يعيش تحت اضطهاد السلطان والخوف من السلطة ومازلنا نصفق ونصفق لهذا وذاك وما زلنا عبيد لهذه السلطة اللعينة…. اننا نجد اليوم التظاهرات السلمية ومنذ بدايتها قبل اسابيع والتي طالت اغلب محافظات العراق وخاصة في الوسط والجنوب الا ان نتائجها ما زالت ثابتة ولا يوجد اي تقدم في هذا الاطار… وربما سوف تفجر لنا الساعات القادمة مفاجآت اكثر مرارة للمواطن البسيط…
ان طبول السياسيين تقرع دائما في الهواء الطلق ولكن للأسف الشديد نجد هناك من يرقص على صوتها حتى وان كان غير فاهم او لديه دراية بما يحدث حوله لأنه يتبع النغمات ويشده الصوت والايقاع للحماس دون ان ينتبه لنفسه ويدرك ان هناك الآلاف تنظر اليه وربما الملايين تشاهده على وسائل الاعلام المرئي….
اننا نطالب الطبقة السياسية الحاكمة عن ابعاد الطبول عن الشعب لأنها مسخرة نهايتها يدخل الجميع في توافق تام ويتغير خطابكم من تعنت وخشونة في الكلام الى تسامح ويبدأ ((بوس اللحى)) فيما بينكم وهنا لا يهمكم من كان يرقص بالأمس على ايقاع طبولكم. فانتم تعرفون جيدا واغلب الطبقات المثقفة يعرف جيدا ومن خلال تجربتكم المريرة ان طبولكم موجودة عند حاجتكم لمن يرقص عليها من الشارع وانكم تسحبونها من الحفلة لحظة اكتفائكم منها وتحتفظون بها الى مناسبة جديدة اخرى…
لقد اثبتت العملية السياسية في العراق انها مجرد رقصة طبال وفرحتها لا تدوم اكثر من ساعات ليصحى الانسان ويعود الى طبيعته التي كان عليها فديمقراطية اليوم اشبه بكثير من دكتاتورية الامس ولا يوجد فرق الا بالمسميات والعدد.. وان هذا الشعب ما زال يعاني ويعاني من الخوف والجوع ومن ويلات واخطاء الطبقة السياسية الحاكمة التي ما اختلفت مع دولة من دول الجوار في السابق حتى دخلت معها في حرب لا يعلم عواقبها الا الله ودفعت بها ارواح الاف الشباب من الابرياء ضحايا لتلك الحرب اما اليوم فان الاختلاف بين الطبقة السياسية نفسها في مسمى جديد اسمه الاختلاف في الرأي في مفهوم الديمقراطية الجديدة ومازلنا نمر في نفس الدوامة ونفس الخوف ونفس المصير والجميع يترقب وخائف في منزله مما يحدث في صباح اليوم التالي وكأننا في بلاد كتب عليها عدم الاستقرار الى الابد ايها الساده ياساسة العراق الرجاء اتركوا الطبول فإننا جزعنا من طبول الحرب في السابق ونجزع من طبولكم هذا اليوم..
حفظ الله ابناء الشعب العراقي وحماهم من كل سوء….

أحدث المقالات