23 ديسمبر، 2024 11:04 ص

ابصق بدولار ابصق بدولار

ابصق بدولار ابصق بدولار

الحضارة التي تمثلت شواخص مادية، يراها افراد الفريق الذي اسرته اميركا بعد 2003 كذبة كبيرة، احمد وابراهيم وحيدر ومصطفى وجلال وسعدون وخليل وشليمون وحنين وعصام وريا وزينة، اثنا عشر شخصا، كانت تريد اميركا ان تقنع من خلالهم الرأي العام الاميركي، بانها تحارب حضارة مندثرة، انجبت اللصوص والقتلة، فقامت بعرضهم بشكل مريع، قفص حديدي وضعته على عجلة حمل، وراحت تطوف بهم الشوارع والحارات، معلقة قطعة كبيرة مكتوب فيها، مأساة الحضارة.

نعم مأساة الحضارة التي انجبت هؤلاء، يتشابكون بالايدي بين آونة واخرى، يشترط القائم على اطعامهم امورا تجعله يعيد تجارب بافلوف على الكلاب، وضع في القفص ضوءا احمر، فقط يأتي الطعام عندما يضيء الاحمر، ويتعمد ان يضع كميات قليلة من الطعام، ليتنازع افراد المجموعة، ويشتبكون بالايدي، لتكون مأساة الحضارة ماثلة للجميع، ويسأل الاميركان من هؤلاء؟ فيكون الجواب، انهم اقوام بدائيون، كانوا يريدون تدمير اميركا بسلاح حصلوا عليه بالخطأ.

حاول القائمون على هذه العملية ان يوسعوا عملهم، وارادوا ان يختصروا تاريخ هذه المجموعة غير المنسجمة، فكانوا يرمون الدولارات بشكل عشوائي، فيهرع افراد المجموعة للاشتباك بالايدي، فيعلق احد الاميركان: هكذا علمهم صدام، الحيوانات الجائعة تفعل اي شيء، تكون مفترسة وقاتلة، نسي افراد المجموعة شخصياتهم، وتحصيلهم العلمي، ونسوا حتى اللغة التي اتقنوها، فصاروا يتصرفون وكأنهم حيوانات، كان الاشتباك بالايدي شغلهم الشاغل، وكانت حنين تستجمع قواها وتستنهض ذاكرتها، وتريد ان تخاطب المتجمهرين باللغة الانكليزية، لكن دون جدوى ، لقد نسيت كل شيء.

لم تكن منظمة هيومن رايتس ووج حاضرة لهذا العرض المأساوي، كانت فقط تحاول ان ترصد مايتعرض له القتلة من اعمال عنف، ولامنظمة حقوق انسان واحدة، اعترضت على تصرف اميركا، اميركا تفعل ماتريد، هؤلاء الحيوانات الاثنا عشر، قتلوا وسرقوا ودمروا الحضارة، باعوا اشياءهم الثمينة، احرقوا كل شيء، انهم مجرمون وبدائيون ، يحاولون ان يدمروا حضارتنا الناشئة، كانت المجموعة في طريقها الى معرض يقام بالتعاون مع السفارة العراقية في اميركا، والمناسبة مرور كذا سنة على التغيير الديمقراطي في العراق.

الجميع يتفرج، والمجموعة تتحرك وسط القفص الحديدي، وقد اختلطت اشياؤهم بفضلاتهم، وصارت الروائح الكريهة تملأ المكان، منظر مقزز ومأساة الحضارة ماثلة للجميع، كل واحد يسأل الآخر، من هؤلاء، ومن اي بلد جاؤوا بهم، انهم اقوام بدائية، يفعلون اي شيء، الاصوات تعلو هنا وهناك، خلصونا من هؤلاء، لانريد ان نرى هذه القذارة، حتى بقاءهم في اميركا غير صحيح، اخرجوهم من هنا، لقد فعلت اميركا الصح حين هاجمت هؤلاء في عقر ديارهم، والا لكانت هذه القذارة قد امتدت الينا.

تجمرت عيونهم وسط القفص وصاروا اشبه بالحيوانات، يزمجرون بلا مفردة مفهومة، الاظافر طويلة والاجساد عارية، علينا قتلهم وبسرعة، هؤلاء ربما اثاروا الشفقة في قلوب البعض، يجب ان ننهي هذه المهزلة، احمد ذاته الذي اقترح ان يوضع صدام في قفص ويدار به في اسواق الدول الاوربية، لتكون الحصيلة ملايين الدولارات، ابصق بدولار، تلقى البصاق بمشاعر ميتة، وضعوا اللافتة، ابصق بدولار، وكان احمد يتلقى البصاق بعيون مشدودة الى الجمهور ودونما حراك.