23 ديسمبر، 2024 5:07 م

ابتسامة عمنا المالكي

ابتسامة عمنا المالكي

هل شاهدتم يوما ما ابتسامة رئيس الوزراء ؟ انا لم اشاهد الرجل يوما مبتسما، لذا اكون قد حرمت من هذه الفرصة التاريخية .ولكني اقول لكم اني شاهدت نجوم الظهر في عز قيظ شهري تموز وآب، وانا ارى بجواري امراءة مسنة في سيارة ويبدو ان الاخيرة  كانت تفتقر الى وسيلة التبريد. كنت انظر لها بكل شفقة وهي تكاد تهلك من حرارة الصيف جراء الانتظار الاسطوري امام سيطرات التفتيش، و كان فيها رجل الامن يمسك جهاز يفترض انه جهاز لكشف المواد المتفجرة  ، والتي قامت بدورها الحكومة البريطانية ، مشكورة ، بزج رجل الاعمال  البريطاني الذي صدرهذه الاجهزة، لحساب وزارة الداخلية العراقية، في السجن ، بأعتباره نصاب ومحتال . حيث تبين انها ليست اجهزة لكشف المتفجرات بل هي العاب اطفال ليس الا، وبالتالي يسرت لمئات السيارات المفخخة ومئات من العبوات  الناسفة المرورعبر السيطرات من دون اعطاء اية اشارة تحذيرمنها ، وهكذا كانت تبارك مرور سيارات وعبوات الموت لتغتال حياة مواطنين عراقيين ابرياء مدنيين من الاطفال والنساء والرجال بكل بشاعة. بينما عوائل  المسؤولين الكبار  وعددهم بالالاف يعيشون في رفاهية ما بعدها رفاهية في بلدان عربية و اوربية جميلة ، واذا لم يتسن للبعض منهم ذلك وبقوا في العراق ، فانهم ينعمون بامان في مناطق محصنة ومدججة بالحمايات المسلحة. على الرغم من ذلك ، فان السادة المسؤولين الكبار يتقاضون مخصصات خطورة قد تصل الى 200% مع العلم انهم  بعيدون عن الخطرالحقيقي ، بينما ابناء -الخايبة- ، من المواطنين البسطاء والذين عادة ما تكون صدورهم عارية  امام المفخخات والعبوات ويكونون الضحايا المؤكدين للإرهاب ، هم بلا اية مخصصات خطورة ولا حمايات. لذا نعود للسؤال الذي طرحناه في بداية الموضوع ، وهو لماذا لا يبتسم السيد المالكي ؟ ربما، ربما انه حزين جدا من هذه الحقيقة لذا اخذ عهدا على نفسه _ نذر – بانه لن يبتسم الا اذا تغير هذا الواقع ، وتساوى دولته واي مسوؤل كبير اخر في الدولة  مع ابسط مواطن في تحمل المخاطر ، وبما ان هذا مستحيل ، وليس شبه مستحيل ، فاننا سنرى نجوم  الظهر ولن نرى  ابتسامة عمنا المالكي .