سقط ثعبان في عش حمامة عندما كانت ذاهبة تبحث عن طعام لصغارها.
رجعت الحمامة لترمي ما رزقت به من طعام، فإذا بها تهاجم الثعبان الدخيل عليها وتخرجه من بيتها، ولكنه رفض الرحيل وقال لها: عليكِ أنتِ أن تبحثي عن عش بديل أو تهيمين في بقاع الأرض، فرفضت الحمامة أن تتنازل عن بيتها. وهنا تدخل النسر محاولًا أن يصلح بين الحمامة والثعبان، فقالت له الحمامة: أي نزاع تريد أن تكون وسيط التراضي الحق بين طرفيه؟ هل نسيت أنك أنت من أسقط الثعبان من بين مخالبه ليقع على عشي؟
فقال النسر: أجدكِ يا حمامة ضعيفة على البقاء بجانب الثعبان في بيت واحد!
ألا تخافين على أطفالك؟ لسلامتك تقبلي الوضع المفروض عليك وارحلي! وأظن أن هذا الأمر إن فكرتي به سيكون لصالحك!
فقالت الحمامة: عجيب أمرك، إنك تجردني من حقي وتهجّرني من بيتي وتدعي أنك تراعي سلامتي خوفًا على أطفالي، ولا أجدك ترد الحق لصاحبه ولا تردع الظالم عن ظلمه! يبدو أن الأمر اختلط عليك، فقمت تلوم المقتول على قتلة وتبارك للقاتل سفك دماء طفلي!
ذكرتني بثعلب أهدى قطيع من الغزلان ريشًا، وقال لهم إنه يقيكم من برد الشتاء، وبدا الأمر أنه محب لهم يتمنى الخير للغزلان! حتى كشف الموت كذبته، فقد كان الريش مسمومًا.