23 ديسمبر، 2024 9:38 ص

ابادة مابعد الانتخابات

ابادة مابعد الانتخابات

بعد حرب الانتخابات التي كانت بمثابه بداية الاعتداءات والقتل والاغتيال التي طالت بعض مكونات واتجاهات معروفه فطبيعي ان لايتهم احد ولايتم القبض على المجرمين الذين عاثوا بالارض الفساد ، وبعد الانتخابات اكد كثير من المحللين السياسيين ان الاوضاع ستكون اسوء من قبل فبعد حرب المياه والاباده الجماعية والاعتداءات المتكررة على محافظة الانبار والحصار الخانق على حزام بغداد وكل الطرق التي تؤدي الى الفلوجه. جاء الطوفان الكبير الا وهو الاباده الجماعية والاعتداء بالاسلحة المحرمه دوليا بنص قانون الامم المتحده.

من الجانب الاخر هناك كتل تستعد لخوض تحالفات تحسب لقوائم تريد ان تكون ضمن الحكومة القادمة والمصيبة ان هناك من يدعي انه الاول بالعراق او بغداد من ناحية تحصيل الاصوات ،في وقت قديم فازت القائمة العراقية ب91 مقعد ولكنها لم تستطيع تشكيل حكومة في حينها مما يعني ان هناك خيوط تدبر وتحاك خارج السرب والمكونات السياسية، ورغم التزوير والرشاوي التي فاحت روائحها لكن تبقى حملة الفوز مصاحبه لحملة الابادة.

سالني احد الاشخاص المتخصين بالتاريخ قائلا: لو كانت الهجمة التي تتعرض اليها الفلوجة في شمال العراق ماذا يمكن ان يحصل ، بل لو كانت الهجمة على محافظات الجنوب ماهو موقف السياسيين والكتل والمراجع وهلما جرى!؟.

الحرب لم تكن على داعش او القاعدة ولكن كانت على اهل الفلوجه والرمادي والدليل الصواريخ تحمل الفاظ طائفية لو تكلم بها النائب العلوني لاتهم بالطائفية المقيته وكذا البراميل التي تنكرها الحكومة واكدتها ايران دليل اخر ان الحرب لم تكون ضد تنظيم ارهابي بل على مكون شعب وطائفة مهمه داخل المجتمع، وكذلك المقاتلين من المليشيات فهم يقاتلون بسم العقيدة والمذهب ولكن ضد من؟! والكثير لا يتعجب من مقاتلة العراقيين في سوريا ولايعتبرونه تدخل في شؤون دول الجوار وبالعكس يعتبرونه تدخل سافر.

إن ما يجري الآن في العراق، حرب إبادة بواسطة الجيش من قبل الحكومة ضد الشعب العراقي، وتحديداً في منطقتي الأنبار والفلوجة، وذلك لأن الحكومة تريد تحقيق خطط جديدة، والمدهش ان الجيش ، يقوم بقصف مدن بأكملها، لا يفرق بين مسلحين أو أبرياء.

أن حجة السلطة في قصف هذه المدن، قولها بأنها تريد القضاء على الارهاب وهي تستخدم وتستعمل ارهاب فالجيش يقصف ويدمر كل المنازل ، سواءً كانت لجماعات إرهابية أو لأبرياء ومدنيين .

المشكله في التعتيم من قبل وسائل الاعلام والساده المسؤولين فكل وسائل الإعلام، لاتروج للحقيقية التي تجري من تدمير وقصف، لكل المنازل ، وهنا ياتي السؤال من سيحاسب الذين يقتلون الأبرياء يومياً، الدولة تقول بأن الجيش يقضي على الإرهاب، وهو في نفس الوقت يقتل أبرياء غير مسلحين لاذب لهم .

وهذا يفتح الباب مشرعا أمام حرب أهلية تقود إلى تفعيل مشروع تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات على أسس طائفية. قد يكون هذا السيناريو بعيد التحقق عند الكثيرين من المهتمين بالشأن العراقي، لكن إلغاء احتمالية وقوعه صعب .

أن انزلاق العراق لأي سيناريو او مشروع عند تشكيل حكومته القادمة ، يعتمد اعتمادا كبيرا على طبيعة العقلية التي تمتلكها نخبه السياسية الفاعلة ، ومدى استعدادها للتحول من مرحلة بناء السلطة وعقلية رجال المعارضة إلى مرحلة بناء الدولة وعقلية رجالها ، فمن الضرورة امتلاك مشروع وطني شفاف وقابل للتحقق يستهدف تحقيق العدل في الحكم، والعدالة في التوزيع، والاستثمار الأمثل للثروات البشرية والاقتصادية، ويستند إلى منظومة أخلاقية وطنية رائدها التعايش والسلم الأهلي وتجفيف منابع التوتر والأزمات، يشرف على انجازه أناس قادرون على فهم بيئتهم الداخلية والخارجية ويحسنون التعامل معها.