الانتخابات ظاهرة حضارية أنتقلت الى شعوب الشرق الأوسط عن طريق التمدن الحضاري في أوربا والغرب ، وأمتدت هذه التجربة إلى العراق بعد سقوط نظامه العفلقي الذي أنهك العراق وشعبه بويلات الحروب ، وعندما أحدث الأمريكان التغيير وأسسوا دولة مدنية مبنية على انتقال السلطة بصورة سلمية وسلسة عبر الانتخابات.
وهذه الانتخابات بنيت على أساس طائفي وعرقي في بادئ الأمر فتشكلت الكيانات والائتلافات على أساس مذهبي فكل طائفة شكلت لها قائمة لتشارك في الانتخابات وأخذت تلك القوائم والكيانات الصبغة والطبيعة التي ينطلق منها المكون الذي سينتخبها ويوصلها إلى دفة الحكم ، فتجد بعضها أطلق حملته الانتخابية بأسم الدين ، حتى أضطر بعضهم الى النزول من برجه العاجي المترامي الأطراف الذي ورثه من بقايا مخلفات الطاغية المقبور صدام ، ليشارك في المواكب الحسينية (يخوط بقدر القيمة) وآخر (يدلك أرجل زوار أربعينية الإمام الحسين) لتنطوي هذه الحماقات والترهات على السذج وآخر (يوزع لفات كص وفلافل على الزوار) ، لكن هؤلاء أتضح لديهم مؤخرا بان هذه الاساليب باتت قديمة وستسبب لهم خسارة كبيرة اذا ما استمروا عليها لان الشارع العراقي بطبيعته متجدد ويحب ان يشاهد مظاهر جديدة في شتى المجالات وحتى في الدعاية الانتخابية ، فأبتكر ائتلاف المواطن دعاية جديدة وهي اشراك ( السافرات ) في حملته الانتخابية ، وهنا انا لا اريد ان انتقص من السافرات فكل انسان حر التصرف في شكله وسلوكه بحسب ما يعتقد ، لكن اضع اللائمة على الائتلاف فمن باب يدعي انه ابن المرجعية العليا وانه الممثل عن المرجعية ومن باب آخر يشرك السافرات في حملته ، فهل هذا الاشراك قد أمرتك به المرجعية العليا ؟؟؟؟. لكن المجلس الاعلى وبممثله (ائتلاف المواطن) أيقن مؤخرا ان ظاهرة التعري مفيدة ، طبعا هذه الرؤيا أكتسبها من خلال سيرة الرجال والتاريخ الاسلامي ، فحادثة تعري عمر بن العاص وكشف عورته أمام الامام علي(ع) هي التي انجته من القتل والزوال ، فمن هذه التجربة بنى ائتلاف المواطن ظاهرة التعري ، لكن هذه المرة أختلفت قليلا فقد تعرى بالنيابة عن عمر ابن العاص هذه المرة ، فكان الاجدر بـ ( ع.ح ) ان يتعرى لا ان يشرك ضمن ائتلافه السافرات ، الا ان الرجل لديه معلومات فقهية كما أتضح حيث جعل التعري بالنيابة كما يفعل مع الانسان حين موته عندما يصلى عنه بالنيابة …
وحسب ما موجود فأن الظاهرة قد تطورت بتطور الزمن والعصر. الم أقل لكم ان الرجل اتضح انه ما زال متأثر بالسيرة الاسلامية ومتمسك بمنهجها حيث انه استشف تجربته هذه من التاريخ الاسلامي الا انه اضاف لها صبغة جديدة متعصرنة.