دون أدنى شك نجد الرؤية للواقع ليس بالمثالي, ولا يمكن أن يكون تحت قانون التصور الذاتي لكل فرد يقطن البلد, لما يحتويه من إشكاليات وتناقضات سياسية أيديولوجية, من جانب أخر “الثقافي والسياسي” أراء ورؤى تختلف مرجعياتها حسب معطيات الفكر الذي تنطلق منه أو الفكر الأخر, بعيداً عن أنطلاق الرؤية التشخيصية للوضع الراهن.
يجب أن تكون هناك رؤية تشخيصية بما يدور على الساحة العراقية, ما بين المجتمع العراقي والعملية السياسية من جانب, والتجاذبات الدولية على جميع الصعد من جانب أخر, لذا على العراقيين أن يتداركوا على أن الواقع ليس مفروشاً بالورد والزمرد, أنما هو عبارة عن متصارعاتً طائفية وحزبية لتحقيق المصالح لشذاذ الأفاق.
الوسيلة الوحيدة هي الأعتراض على الأوضاع التي لا تتناسب مع الحياة الكريمة, وبهذه الوسيلة تتواصل المسيرة لأنطلاق المبادئ التي يؤمن بها الجميع, وتنطلق الإرادة التي لا تلين والتي تجعل الجميع مسؤولاً أولاً؛ وفاعلاً متقدمً في هذه الساحة, وتصبح الحيادية بعيدة لانها حسب قول الامام علي عليه السلام الحياد “مؤكد انك لم تنصر الباطل لكنك سكت عنه”
فكانت هناك مواقف مشرفة في العهود الماضية للعراق, منها العهد الملكي تشكل منه أنموذجاً للوطنية لأنه كان يرفض المساومة على مصالح الشعب, وفي العهد الجمهوري تصدى لكل تيارات المناوئة للأسلام, ونجد الحكم العارفي رفض محاربة الأكراد لأنهم مسلمون, لذا هذه المواقف تميزت بثوابت دينية وأخلاقية مع تأثير العنصر الحركي الذي كان متلائم زماناً ومكاناً.
لابد من أن يقود العراق من يكون ملماً بهذه الأمور, و أنموذجاً للتواصل وداعم لتلك المسيرة الجهادية ومشيداً بها, سواء كان على الصعيد السياسي أو العمل الثوري, و أن يكون واقعياً في المنهج والتعامل مع الأخرين, وتحقيق العدالة الأجتماعية, والعمل على توازن ما بين الفرقاء السياسيين, والخروج من مأزق التناحر السياسي و التجاذبي.
المقبولية العالية في الوسط السياسي والجماهيري هو ما يحتاجه البلد اليوم, بل يتعدى الى الوسط الثقافي والديني, من حيث ما يتابعه الشعب من أنجازات وما يفعله على الساحة العراقية, وتكون هناك نظرة واعية للأمور الاخرى, وقراءة حقيقية للأحداث التي يمر بها العراق, مما يتشكل حضور واقعي وحقيقي لدى المواطن العراقي.
عموماً طريق العمل السياسي دائماً يتقبل أراء جمهور الشعب الذين يطمحون بحياة حرة وسعيدة وكريمة تؤمن لهم العيش الرغيد بعيداً عن التناحرات ولم الشمل والاستمرار بالحياة يكون طريقاً معبداً الى الدولة العصرية .