22 ديسمبر، 2024 11:37 م

إيما سكاي تكشف في “الانهيار” الرسالة التي يعثها سليماني لباتريوس !

إيما سكاي تكشف في “الانهيار” الرسالة التي يعثها سليماني لباتريوس !

ايما سكاي خبيرة بريطانية في شؤون الشرق الاوسط ، قادتها ربما الصدف الى آتون الجحيم العراقي بعد غزو العراق من قبل القوات الاميركية عام 2003 كقائدة لتحالف دولي اطاح بصدام حسين ونظامه ودولته.
في كتاب ” الانهيار” الذي ألفته بعد عودتها الى بريطانيا وترجمه البارع قيس قاسم العجرش وتبنت طباعته دار سطور للطباعة والنشر ، تكشف ايما الكثير من التفاصيل السرّية لفترة من أكثر فترات التأريخ العراقي الحديث اثارة للجدل والمواقف واكثرها ملفات سرّية لم يكشف عنها لحد الآن ، لكن ايما تفتح ابواب بعض تلك الملفات بجرأة ومصداقية بحكم عملها كمستشارة سياسية لقيادات الجيش الاميركي في العراق ( 2003 ـ 2010 ) وقربها من رؤوس المسؤولين العراقيين وصراعاتهم وعلاقاتهم مع الاميركان .
مذكرات إيما تصفها كما لو انها مذكرات امرأة عراقية في المنفى بحكم البصمات التي تركتها التجربة العراقية على حياتها فهي لعقد من الزمان مستشارة سياسية لاعلى الجنرالات الاميركان الذين خدموا في العراق وكانت شاهداً على ولادة الحكومة العراقية الاولى في البلاد واشرفت شخصياً على تجربة الصحوة والمصالحات الوطنية المختلفة التي فشلت معظمها ، كما شهدت مرحلة الرئيس الاميركي الاسبق أوبما الذي اصبح ” كما تقول في كتابها ، شغله الشاغل ان تنسحب القوات الاميركية من العراق باسرع وقت ممكن ، وهي الاستراتيجية التي ادت الى انهيار التجربة العراقية التي علّقت عليها الآمال فجاء كتابها “الانهيار ” توصيفا للوقائع ، التي زادها الناشر بالقول ” الضرر قد أصاب العراق وادى في النهاية الى التفكك تحت ظل تنظيم ” الدولة الاسلامية ” واخفاقات التجربة الديمقراطية المتعثرة .
تفتتح إيما كتابها المؤلف من قسمين وتسعة عشر فصلا ثريا بالاحداث والمعلومات ، تفتتحه تحت عنوان ” الانهيار ..الآمال الكبيرة والفرص الضائعة في العراق ” مهدية كتابها الى “اصدقا ئي العراقيين ” وتلج في الانهيار بقصيدة للشاعر عدنان الصائغ بعنوان العراق ، وفي مقدمتها للطبعة الثانية من الكتاب تقول ايما ” كم انا سعيدة ان اعود يوما الى العراق ..آمل ان ياتي هذا اليوم قريبا جداً”.
تصف وصولها الى القصر الجمهوري بعد سقوط النظام ” كانت الحياة في القصر الجمهوري في تلك الايام المبكّرة شيئاً لم يعتده القصر بالمرّة ، إذ كان مزدحما بقطعات ضخمة من الجنود ولايرى فيه الا القليل من المدنيين ”
تستعرض ايما بشيء من التفاصيل الدقيقة دورها وعلاقاتها مع العراقيين ، وهي تفاصيل تحمل الكثير من الحقائق والكشف والتحليل ربما لايعرفها الكثير حتى من المهتمين بالشأن العراقي . وتقول ان من النصائح المهمة التي كنت اقدمها للقادة العسكريين في الاجتماعات هي ” لايمكن تحت أي ظرف رفع الصوت أو الصراخ بوجه العراقيين ، عاملوهم باحترام في كل الظروف وفي كل الاوقات ” ..
وهذا ما لم يحصل وربما يكون من اسباب التمرد التي حصلت في البلاد !!
ومن الاسرار التي كشفتها إما في ” الانهيار ” الرسالة التي استلمها باتريوس من قاسم سليماني والتي يخبره فيها بانه هو الوحيد عن السياسة الايرانية في العراق واقترح عليه ان يعقد لقاءً يجمعهما لكن باتريوس رفض اللقاء .وكشفت عن وثيقة وهي عبارة عن تقييم ماقبل الغزو كتبها او شارك فيها السفير كروكر كاول تقييم سري لنتائج غزو العراق ( لو حدث) وذلك عام 2002بالاشتراك مع مساعد وزير الخارجية ، تقول إيما ان التقييم السري صيغ بشكل مذكرة استقرأت ان الاطاحة بنظام صدام ستؤدي الى اشعال حرب طائفية أثنية في العراق ووضعت تقديرات لحجم الخسائر الاميركية في العراق ..!!
الحقائق التي كشفتها إيما سكاي في كتابها ” الانهيار” ربما من الصعوبة ايجادها في كتاب آخر بتلك المصداقية التي قدمتها .