22 ديسمبر، 2024 8:51 م

كلما يستقر المشهد الأولمبي العراقي يتم إستيلاد مخاضٍ جديدٍ لتحريكه، ففي تصعيد زاخر سوّق بعضهم دعم العراق لمرشح عربي لرئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي على إنه أزمة أولمبية!

لاندري لماذا أرادوا إقحام العراق في الأمر لمجرد إختياره دعم ترشيح الشيخ طلال الفهد لرئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي في الانتخابات المقبلة على حساب مواطنه السيد حسين المسلم؟ فالرجلان كلاهما عربي كويتي، وإذا كانت ثمّة مفاضلة نوعية بينهما فكان الأجدر حسمها في الكويت، وأمّا الآخرون فلهم خيارهم الوحيد بين الرجلين على وفق ما تراه كل لجنة أولمبية وطنية في آسيا.

إبتداءً..صدحت الأقلام الجاهزة للاستعارة، بفيض سذاجتها، على إن الأمر (تمثيل عراقي لمرشح كويتي!!) في فارقة، إمّا غبيّة فنتجاوزها! أو خبيثة تجدر مساءلتها، لتمر الهزوة على بسطاء المتابعين، أمّا سواهم فيدركون جيداً بأن أمراً مثل هذا لايمكن حدوثه لجملة أسباب:
1. لوائح المجلس الأولمبي الآسيوي، وسواه، لاتجيز منح أيّة دولة تمثيلاً لمرشح من دولة أخرى!
2. إن الشيخ الفهد مرّ للمنافسة الانتخابية باعتباره عضواً في المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اللجنة القانونية فيه، وهو لا يحتاج تمثيلاً أولمبياً من أيّ بلد، بما فيها بلده الكويت!
3. إن تمثيل العراق أولمبياً حق لأبنائه، وعلى هذا الأسّ فقط منح رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي تمثيل وطنه لتجديد الثقة به عضواً في المجلس الأولمبي الآسيوي في الانتخابات المقبلة.
وبعد كلّ ذي وتينك، فان حقيقة ما جرى هو إعلان العراق دعمه لترشيح الشيخ الفهد مقابل منافسه الانتخابي، مواطنه المسلم، مع مجموعة أخرى من اللجان الأولمبية الآسيوية دعمت الفهد أيضاً كـ أولمبيّات تركمانستان وقرغيزستان وفلسطين وإندونييسا وسواها، فيما أعلنت (الأولمبية الكويتية) دعمها ترشيح المسلّم الى جانب البحرين والنيبال وسوريا، فهل سمعتم باثارات في المنامة أو جاكرتا أو دمشق، أو حتى في كاتماندو كالبالونة التي أطلق هواؤها في بغداد دون سواها؟!
أصدرت الأولمبية العراقية بياناً نفت فيه منحها تمثيل أيٍّ غير عراقي لأيٍّ منصب أنتخابي أولمبي وأكّدت فيه دعمها الشيخ الفهد لضرورات المصلحة الرياضية الوطنية العراقي العليا، وحسبنا أن لدينا من تفصيلات العلائق الأولمبية العراقية الكويتية ما يسعفنا للوقوف على ما يمكن أن يقدمه أيُّ المرشحين لرياضة العراق قارياً، ودولياً.

بعد إنتهاء مدة صلاحية التسويق الأول لمغلّف (منح التمثيل)، وإنكشافه لدى المتابعين بجمعهم، الحذق والغبي، تعالى خطاب البيانات التي يرصفها من لايجيد الحرف ناسياً:
1.إن البيان يكتسب إسمه ومعناه من تبيان حقائق المواقف بالقرائن، لا باستعراض المواطنة وتخوين الآخرين.
2.إن البيانات تصدر بعناوين الدوائر والمؤسسات لأنها تمثل رأياً بنيوياً عاماً لا رؤية منفردة منقطعة لشخوصها!

لعل خاتم القول يوجز مجمل الحدث بالتساؤل الأبرز…
ترى هل كان هؤلاء سيحركون المشهد بمثل ما جرى لو كان الدعم العراقي باتجاه ترشيح المسلّم مثلاً؟ أم إن الصورة ستختلف حينما يعوم بعضهم بمسابح المصالح الخاصة؟!