لم يكن غريبا ولا مفاجئا تشكيل التحالف الإسلامي العسكري بعد أن سبقه التحالف العربي و التحالف الأمريكي و التحالف الروسي فهو نتيجة طبيعية ولدتها سياسات إيران في المنطقة بعد أن سبقت الجميع بتشكيل تحالفها الطائفي مع مليشياتها المسلحة في اليمن و العراق و سوريا و لبنان و البحرين و بالاستعانة بالمرجعيات الأعجمية و فتاواها التي أجازت القتال في سوريا و من ثم الجهاد في العراق و التي أوصلت المنطقة إلى ما هي عليه ألان من انهيار و أعطت للصراع صبغة طائفية و هذا التحالف الجديد كما هي داعش هو حالة ردة فعل على الفعل الإيراني و لطالما حذر المرجع العراقي الصرخي الحسني و في أكثر من مناسبة من خطر النفوذ الإيراني و تداعياته المستقبلية و اعتبره أصل المشكلة في العراق و المنطقة و كما أشار لذلك في لقائه مع صحيفة الشرق الأوسط الالكترونية بتاريخ 18/4/2015 بقوله ((….أن التمدد الإيراني لن يتوقف عند حدّ، ما دامت الدول والشعوب مستكينة وخاضعة ولا تملك العزم والقوة والقرار للوقوف بوجه الغزو والتمدد القادم والفاتك بهم ، و أن السياسة والحكم التسلطي والمشاريع الإمبراطورية التوسعية تفعلُ كلَّ شيء وتقلِبُ كلَّ الحقائق، من أجل الحفاظ على وجودِها وتسلّطِها وتنفيذ مشاريعها…)) كما لم يفته أن ينبه لحقيقة واقعية و هي أن داعش و فتوى السيستاني هما طارئان على ساحة الحدث و هما من نتاج أصل المشكلة إيران, حيث أشار إلى ذلك في لقائه مع قناة التغيير في برنامج عمق الخبر بتاريخ 17/8/2015 بقوله((…إن “داعش” طارئ على العراق كذلك الفتوى طارئة على العراق، ومتى ما خرج الطارئ والطارئ خارج العراق وكفوا أيديهم عن التدخل في شؤون العراق فسيكون العراق وشعبه بألف خير وإلا من سيء إلى أسوأ…)) و بنفس السياق فانه قد حدد حل المشكلة بإخراج إيران من اللعبة لتنتهي مبررات من يدعي انه يقف بوجه التمدد الإيراني و الذي استغله تنظيم داعش التكفيري كذريعة لاجتذاب المقاتلين وفق منهج ردة الفعل الطائفية على مشروع إيران و مليشياتها الطائفية و ذلك من خلال تصريحه لموقع بوابة العاصمة بتاريخ 18/7/2015 قائلا”((…من هنا طالبنا بإخراج إيران من اللعبة كي ننفي وننهي كل المبررات التي جعلت الشباب الإخوان والأبناء يضطرون لحمل السلاح فلابد من أن نزيل أسباب اضطرارهم ولابد من أن نوجه لهم الكلام والنداءات والنصح كي يعودوا إلى رشدهم والى أهليهم كي تنكشف الأمور وتتميّز كل طائفة مقاتلة عن الأخرى وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من اللعبة , وخروج إيران من اللعبة يعني خروج كل عملائها ومليشياتها…)) وطالب بنفس الوقت باستصدار قرار أممي يجبر إيران على الخروج من خلال إحدى فقرات بيانه مشروع الخلاص بتاريخ 8/6/2015 ((إصدار قرار صريح و واضح و شديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرام و الأفحش والأقبح .)).لذلك نجد انه و بسبب الإهمال المحلي و العربي و الإسلامي و الإقليمي و الدولي لما طرحه المرجع الصرخي من تحذيرات بشان أصل المشكلة المتمثل بإيران و تدخلاتها في دول المنطقة و ما يتوقع أن يصدر تجاهها من ردود أفعال معاكسة فقد وصلت الأمور إلى ما نشاهده ألان حيث تشكلت التحالفات الدولية المتعارضة و التحالفات العربية و التحالفات الإسلامية و التي تنذر بكوارث سيدفع سكان المنطقة ثمنها و كان بالإمكان تلافيها فيما لو تم الاستماع لرأي المرجع الصرخي و إخراج إيران من اللعبة.