منذ سقوط نظام الشاه وايواء أنور السادات لشاه إيران السابق رضا بهلوي لم تكن العلاقات الإيرانية المصرية على ما يرام ووصلت عقب مقتل السادات إلى القطيعة التامة ثم حاولت الدولتان تجديد العلاقات الدبلوماسية وفي فترة حكم الإخوان المسلمين ورئاسة محمد مرسي لمصر زار الرئيس الإيراني في حينه أحمدي نجاد مصر لكن لم تستطع تلك الزيارة تقريب الدولتين ببساطة لأن مصر وقرار تطبيع العلاقات مع إيران من عدمه ليس بيدها بل تنتظر إشارات من دول عدة تنتظر الموافقة الأمريكية والموقف الخليجي والتصريحات الإسرائيلية حتى تقدم على هكذا خطوة من شأنها ان تغيير الكثير وهذا هو الواقع خصوصاً بعد تولي السيسي رئاسة مصر والذي جاء بدعم ومباركة سعودية إماراتية.
الان بعد تقارب إيران مع دول الخليج أحد العوائق التي تمنع مصر وإجراء محادثات سرية بين إيران وأمريكا في سلطنة عمان حسب الوكالات العالمية والإشارات عن إفراج أمريكا لجزء من الأموال الإيرانية المجمدة والتوقعات لقرب التوصل لاتفاق نووي جديد والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها جمهورية مصر العربية عززت الحاجة لإجراء حوارات وإزالة الخلافات بين الدولتين المهمتين إيران ومصر لكن السؤال المهم في كل هذا أيهما بحاجة الآخر
لنبدأ من إيران
إذ تستفيد الجمهورية الإسلامية في تعديل صورتها كدولة في عداء مع محيطها الإقليمي العربي والإسلامي وكسر العزلة الدولية التي صنعها الإعلام المعادي التابع لأمريكا وإسرائيل لما تتمتع به مصر من تأثير فكري وثقافي على دول العالم العربي ولديها أهم مرجعية دينية للعالم الإسلامي السني بعد الديار المقدسة وتحسن العلاقة مع مصر يعني تحسنها مع بقية الدول .
ايضاً ستكون مصر سوق كبيرة للمنتجات الإيرانية الرخيصة الثمن والعالية الجودة والسوق المصرية بحكم موقعها الجغرافي يمكن أن تصل بالمنتجات الإيرانية إلى دول أخرى في القارة الأفريقية وبالتالي تنشيط سوق الصادرات الإيرانية.
المصالحة الإيرانية المصرية ستصل بإيران إلا حدود الكيان الصهيوني أي محاصرته من جميع الجهات مما يسهم في مساعدة المقاومة الفلسطينية في غزة وتضعضع ثقة قادة الكيان في حتمية الانتصار في أي مواجهة مقبلة مع محور المقاومة
أما في ما يخص مصر
أولها وأهمها هو امتلاك مصر بديل للمناورة مع الدول التي تقدم مساعدات لمصر فإذا شعرت تلك الدول وبالذات أمريكا أن مصر تتجة لتطبيع العلاقات مع إيران بالتأكيد ذلك سيدفعها لتقديم المساعدات لمصر من هبات وقروض ومساعدات.
ايضاً تقليل الاستيراد المفرط بالعملة الصعبة التي تفرض تأثير سلبي على العملة المحلية وتراجع قيمتها اذا استطاعت مصر توفير بديل للاستيراد بالجنيه المصري بالتأكيد سيخفف الضغط على المواطن المصري وهذا مطلب سترحب به ايران بسهولة لرغبتها بالتخلي عن الدولار في تعاملاتها.
كذلك مصر التي تعاني من تراجع المواسم السياحية للمواقع الاثرية خصوصاً السياح الروس بحاجة لتنشيط هذا الجانب وسيعوض السياح الإيرانيين سواء للمواقع الدينية أو التاريخية أو للاستجمام ذلك التراجع وتعزز الاقتصاد المصري المنهار.
مهما ذكر من فوائد تبقى حقيقة لا شك فيها هي أن مصر وإيران دولتان كبيرتان ومهمتان في المنطقة واي تقارب بينهما ستكون فوائده كثيرة وكبيرة على نفس الدولتين وعلى بقية دول المنطقة التي تتشارك في التاريخ والدين والمصير والقضايا وبالتحديد قضيتنا المركزية فلسطين.