لايحتاج هذا العنوان إلى عقول كبيرة ومتبحرة أو استنتاجات وتعب فكري لفهمه ، كل ماهو مطلوب الرجوع إلى الوراء ( زمنياً ) لمعرفة كيف كانت إيران وكيف أصبحت ، ماهو نفوذ إيران سابقاً وكيف هو الآن ، أين حدود إيران التوسعية سابقاً وإلى أي مدى انحسرت الآن .
قبل الإتفاق النووي كان النظام الإيراني يسيطر على كل من ، العراق ، سوريا ، لبنان البحرين ، اليمن ، ولكن ولفترة زمنية استمرت لخمس سنوات أدخلت أميركا الإيرانيين في حرب استنزاف اقتصادية وعسكرية هادئة وفقاً لطريقة شواء السمكة على نار شمعة ، وما حرب تراجع أسعار النفط إلّا طريقة لتأديب إيران وصفعها بشكل مستمر وصولاً إلى قبولها بشروط الإتفاق النووي التي وضعتها أميركا ، ودخول فرق التفتيش إلى المواقع النووية وربما حتى غرف نوم القادة الإيرانيين خاضعة للمراقبة والتفتيش ، ومن يعتبر أن مشكلة هبوط اسعار النفط معضلة كبيرة فأميركا بإمكانها أن تقنع السعودية بتقليل الإنتاج وحينها ستعود الأسعار للإرتفاع لكنهم ماضون في هذا العمل المميت للخصوم .
ضعف موقف إيران في سوريا بعد أن دخل بوتين وترسانته العسكرية على الخط بقوة ، لدرجة أن الايرانيين أصبحوا مجرد قوة تدفع دماء دون أن يكون لهم قرار سياسي بشأن سوريا والأسد ، فاستثمرت روسيا دماء الإيرانيين والعراقيين والباكستانيين وغيرهم ممن التحقوا للدفاع عن النظام في سوريا ، وهنا أقول : كلما ضعفت إيران في الدول العربية كلما أصبحت أكثر شراسة في العراق ، وأكيد هذا لمصيرنا الأسود ، والسبب لأن العراق لازال أكثر قوة ( مليشياوية ) من كل الدول العربية بعد (انحسار) قوة المليشيات واضعافها في لبنان وسوريا واليمن وقراءة سورة الفاتحة على البحرين ، لذا أصبح الإيرانيون اليوم في موقف الدفاع بشكل نهائي وليس التقدم الهجوم كما يظن البعض .
ملخص ما نقول : قوة إيران ضعفت في سوريا ، اليمن ، البحرين ، لبنان ، السعودية ، ولم يبقى إلا العراق وهي تفقد قوتها في داخله أيضا بطريقة ( خطوة خطوة ) في الوسط والجنوب ، وبدأت تظهر بوادر الانهيار التام في محافظات ترى أميركا إنها محافظات سنية حسب الخريطة المذهبية التي (تتحاشى) أميركا اللعب بها لضمان ظهور (حيادية ) مذهبية في الخريطة العراقية .
لم يبق للإيرانيين سيطرة على المحافظات السنية إلا ديالى والقسم الكبير من محافظة تكريت لذا نراهم ترتكبوا مجازر فضيعة لامتلاك الأرض قبل خسارة كل شيء عند وصول أميركا والسنة ( جيش منظم لكن غير رسمي ) من جهة وقبلهم داعش من جهة أخرى ، وهنا سوف نذكركم عندما قلنا ( سوف تهمل أو تترك أميركا داعش في قاطع تكريت وسامراء دون مواجهة ) لضمان استنزاف االمليشيات واحتلال مناطق جديدة من قبل داعش هي الآن بيد أتباع إيران ، وستستمر أميركا بهذا النهج المتغاضي عن داعش ليس لاحتلال المدن بل لإجبار المليشيات على التراجع وتقديم الكثير من الخسائر وتحجيمهم أكثر ، ثم تسمح لداعش بالدخول إلى ديالى وبنفس الفعل وأيضا ستمسك الأرض وبعدها تخرج هذه الأرض من سلطة (داعش) لتتحرر من قبل الجيش و (أبناء المنطقة) تحديداً ، وهكذا هي فاعلة لاستنزاف ايران ومليشياتها وهنا بالتأكيد سنسمع تململ الشارع الشيعي عالياً تحت فكرة ( مالنا ومناطق أهل السنة نخسر بها اولادنا ) ، سنرى ونسمع ونتعجب على أفعال يعجز إبليس من فعلها لضمان انهيار إيران وسحق ملاليها إلى الابد حينما ندخل في الصفحة الأخيرة وهي صفحة ( توغل داعش داخل إيران ) .
ــــــــــــــــ
خارج النص : من يظن أن إيران تسير نحو الإنفتاح الإقتصادي وانفراج أزمتها نتيجة ضحكات ظريف فهو مختل عقلياً من صنف(خامنئي) سيما بعد تخريفه ودعوته العلماء لتكريس كل الجهود والطاقات الشرعية للمرجعيات من أجل استنباط أحكام شرعية لدعم الأفلام والمسلسلات .