الواقع المعاش أثبت أن الولايات المتحدة اكثر المستفيدين من حالة دوران اللعبة على الأرض العراقية ، بدليل موقف العبادي الاخير من العقوبات الأمريكية على إيران .
ورغم زخم الإعلام المعادي لإيران والمطبّل ل ( صفوية العراق ) الا ان ناشريه أنفسهم يعلمون انه هياج اعلامي ناشئ عن عداء طائفي جهوي وسياسي رسمي ضد المذهب الشيعي . فالحقيقة أن الولايات المتحدة اكثر قدرة على تحريك عصا اللعبة في العراق من خلال سيطرة سفارتها على انسيابية عمل الفاسدين ، ومثال ذلك تحكّمها بملف الانتخابات لسنين . كما أن الأوراق السعودية باتت اكثر قدرة على النمو من الأوراق الإيرانية ، كما أثبتت المظاهرات السابقة ضد إيران ، وكما تثبت إحداث البصرة الاخيرة .
فما الذي جرى للقدرات الإيرانية ، وهل كانت موجودة على الأرض العراقية فعلا ؟
في الحقيقة أن إيران عانت في ملف العراق من أنانية وسوء استخدام التخويل من قبل مصادرها في العراق ، كعائلة الحكيم النرجسية ، والتي شوهت معالم الحركة الإسلامية في العراق ، وجيّرت المساعدات الإيرانية لصالحها ، بعد أن خدعت السياسيين الايرانيين لعقود ونقلت لهم ما يخالف حقيقة الصورة في العراق ، إذ اوهمتهم ان المؤمن فاسق وان الفاسق مؤمن ، فهي عائلة لن تستحوذ على المال بمعاونة المؤمن لا شك .
ثم بعد ان تخلت هذه العائلة سياسيا عن الإسلام ، اختارت الأمركة الطوعية ، مع احترام الحقوق المالية لإيران .
وحين اختارت الجهات الاستخبارية الإيرانية أدوات وجهات جديدة للعمل في الساحة العراقية اعتمدت ( الولاء ، العنفية ، الشعاراتية ) مبادئ للاختيار غافلة عن حقيقة ما تحمله الأجسام المختارة من أمراض ك ( العصبية ، الانفلات ، النزق ، الجهل ، الحاجة المالية ) وبالتالي إمكانية تعدد ولاءاتها او تغيّرها .
واليوم يثبت الواقع ان الستراتيجية الإيرانية فشلت في تحديد وتحقيق أهدافها ، فضلاً عن أهداف الإسلام . لانها تسير نحو الإمام الحجة بأدوات دنيوية بحتة ، وهذا ما عليه الخراساني ، إذ لم يكن أهدى الرايات .
على إيران ان تكسر حاجز الولائية ، فليست الساحة العراقية هي ذاتها الساحة اللبنانية ، ولا التجربة ذات التجربة ، إنما الفرق كبير جدا . بل على إيران تتكامل مع العراق فقط .