إيران وإستراتيجية الرئيس ترمب….!!!

إيران وإستراتيجية الرئيس ترمب….!!!

منذ أليوم الاوّل لدخوله البيت الأبيض،والرئيس الأمريكي دونالد ترمب ، يهدّد ويتوّعد إيران،بالويل والثبور والحرب،إن لم تفكك برنامجها النووي العسكري،وتتخّلى عن أذرعها وفصائلها الولائية المسلحة في الشرق الأوسط،وقبلها كان أول شعار في برنامجه الإنتخابي، هو (منع إيران من إمتلاك السلاح النووي مهما كلّف الأمر)،وتدور الأحداث وتحصل كارثة 7 إكتوبر،التي كانت علامة فاصلة بين عصرين،فكأنها القشّة التي قصمت ظهر حماس وجماعتها وحزب الله ، فشنّت اسرائيل حرب إبادة وتدميروتهجير وقتل بمعنى الكلمة ،ومازالت على غزة ومدنها،وعلى الضاحية الجنوبية للبنان، بمباركة ودعم ترمب شخصياً، حيث في اليوم الاول لإنتخابه، طار النتنياهوالى واشنطن ليهنيه بالفوز الكاسح،لهذا كان شعار الرئيس ترمب أيضاً هو(إستعادة سمعة أمريكا ودورها الاول في العالم،بعد أن جعله الرئيس بايدن في الحضيض )،إذن إستراتيجية ترمب هي إستعادة دور أمريكا في منطقة الشرق الاوسط والعالم،وهذا الدور لن يتحقق ،مالم يواجه ويقضي على( بؤر الإرهاب)كما يسميها ،والتي تقودها إيران ،وهي تسرع في إمتلاك سلاحها النووي ،الذي يشكّل أكبر خطر مستقبلي، على المصالح الإستراتيجية الأمريكية ودول المنطقة ،التي تدخل في تحالف مصيري مع أمريكا ،منذ عقود طويلة ونقصد بها دول الخليج العربي ومصر والاردن والسعودية،وحدوث (7 اكتوبر كان مبرراً مباشراً ،لأمريكا ودول اوروبا وبريطانيا )،لإزالة الخطر الإيراني بالقضاء على أذرعه وأتباعه وفصائله في المنطقة،وأفصح الرئيس ترمب عنها ،بشنّ أقوى وأقسى حرب على أنصار الله الحوثي،بمساعدة إسرائيل وبريطانيا،وكانت إستراتيجيته، القيام بتدميرمراكز القيادة العسكرية، ،وموانيء تزويد السلاح والصواريخ وغيرها من إيران،وقصف مركّز يومي ،على معسكرات الحوثي، وقصف منصات الصواريخ وتدميرها، وقصف محطات الطاقة والكهرباء لشلّ الاقتصاد والتجارة والنفط ، وتدمير كلّ مايساعد الحوثيين على المقاومة ،وبعد أن تحقق هذا الهدف ،منذ أكثر من ثلاثة اشهرمن القصف اليومي ،تحوّلت إستراتيجية الحرب الى إغتيال القادة العسكريين الكبار، وقيادة الحوثي، في الجيش المختبئين في الأنفاق والكهوف ،وتم قتل العشرات منهم ،ومازالت العمليات اليومية للطيران الامريكي والاسرائيلي والبريطاني، تدكّ وتلاحق فلول الحوثيين، في الجبال والكهوف ،وتغتال منهم ،بعد أن أعلنت العمليات العسكرية ،تزامن مع إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا ،من قبل هيئة نصرة الشام والمتحالفين معها ومنهم الجيش الحر،ودعم أمريكي وتركي لامحدود لها، وهي أكبر ضربة عسكرية لإيران، بعد إغتيال زعيم حزب الله نصرالله ،وإنهاء دوره وخطره العسكري على اسرائيل،وهكذا تتوالى نجاحات إستراتيجية ترمب في المنطقة،بالقضاء على أهم داعمي وحلفاء إيران، وأذرعها ،التي تقاتل وتواجه به إسرائيل وأمريكا وغيرهما،وبهذا إنطفأ الهلال الشيعي الإيراني في المنطقة، والذي كان يسيطر على أربعة عواصم عربية، ولم يبق له سوى ضوء خافت ذاهب الى الأفول في العراق،إنفرط عقد الهلال ،وماض الى الزوال،اليوم وبعد كل هذا ، ينتهج الرئيس ترمب سياسة جديدة مع إيران هي سياسية (العصا والجزرة)،ليصل الى مبتغاه الأخير ،وهو إما تفكيك البرنامج النووي سلمياً والسيطرة عليه،وانهاء خطره الى الأبد، وإما تدميره بقصف مكثف ومدمّرعلى جميع مفاعلاته ،في نطنز وبوشهر ووردو واراك وغيرها،بمساعدة إسرائيل وحلفائه الأوربيين وبريطانيا،فجاءت المفاوضات الجارية في عمان وروما ، وستعقد غداً جولة السبت في عمان،وهي كما نسمع عنها، وكما صرّح أمس مبعوث الرئيس ترمب (ويتكوف)،(لم يتحقق اي تقدم لحدّ الان)،وإيران كما معروف عن دهائها في المفاوضات ،هو التضليل والتسويف والمناورة ،وإطالة أمد التفاوض، لغرض كسب الوقت،هذه هي إستراتيجية إيران، أنها تعتمد على أذرعها في الحرب بالأنابة عنها،لتحقيق أهدافها الأستراتيجية في الداخل،فيما تقوم إستراتيجية الرئيس ترمب، على النفس القصير في التفاوض، ووضع النقاط على الحروف، فهو يعلن كل يوم بدون خوف ولا خجل، ويقول (إن لم تفكك إيران برنامجها النووي، ستواجه حرباً غير مسبوقة)،وقد شاهد العالم كله ومازال، الإستحضارات العلنية العسكرية الهائلة ، والتحشيدات في المنطقة والعالم،وفي قواعدها في المنطقة،ووصول البوارج وحاملات الطائرات الشبحية والنووية الى الموانيء البحرية القريبة من حدود إيران،وحتى إعلانه غلق السفارة في بغداد ، وغلق القواعد العسكرية في سوريا ،ونقل الجيش الى الاراضي العراقية ، نعم هناك حشود إمريكية عسكرية غير مسبوقة،في عموم المنطقة لمواجهة وتخويف إيران،وقد يعطي للدبلوماسية ،وقتاً إضافياً لمراجعة طهران مواقفها ،وقرار بتفكيك برنامجها النووي،وإلاّ ستواجه مصيراً قاتماً في المنطقة، كالذي واجهه نظام الاسد ،وحزب الله والحوثي،والرئيس ترمب جاد في هذا ،وأعلنها صراحة بلا مواربة، ولا خوف ،قال يمكن أن تحصل حرب عالمية ثالثة في المنطقة ،إن لم تخضع طهران لقرارات أمريكا ، في تفكيك برنامجها ،وحل الحشد الشعبي في العراق ،ونزع أسلحة الفصائل العراقية الولائية ، هذا قرار أمريكي لارجعة عنه ،وحذرنا منه وقلنا أن العراق ليس طرفاً في النزاع ولايحتمل (حربا مدمرة أخرى)، وعلى الإطار التنسيقي وحكومته ،أن تدرك أن مصيرها يجب أن لا تربطه بمصير طهران ، وأن تنأى بنفسها وتخرج من عباءتها، قبل أن تلقى نفس مصر نظام الاسد وحزب الله والحوثي وحماس ،اليوم المشهد السياسي أصبح اكثر وضوحاً، وهو قاب قوسين وأدنى، وأيران أمام حلّين لاثالث لهما، إما تنفيذ شروط الرئيس ترمب،وإما مواجهته عسكرياً، وهي خاسرة بكل تأكيد ، للتفوّق العسكري والتكنولوجي الهائل ،لأمريكا ومعها حلفائها، وأن( سيناريو العراق) جاهز للحرب،ولكن سيكون الأدهى والأمرُّ على إيران، وما أمام إيران إلاّ الخضوع والإنحناء لعاصفة ترمب ،بسرعة قبل فوات الأوان، وقد أعطى ترمب وقتاً للتفاوض والحل السلمي ،الأحداث تمر بسرعة ،دون أن يلمس العالم من إيران، سوى التهديدات الفارغة، والمماطلة والتسويف ،وعدم إظهار النوايا الحقيقية في المفاوضات،وإستعراض القوة العسكرية، وسلاح بلازما الضوء ،و(مدن انفاق الصواريخ ،تحت الارض)،كل هذا قد درسته إدارة ترمب وتعرف تأثيره ،فالقوة الامريكية في الصواريخ والطائرات الشبح ،والبي 52 وحاملات الطائرات وغيرها، لايمكن أن تقهر أمام قوة عسكرية ايرانية محاصرة من سنوات، فالحرب غير متكافئة، ولايمكن حسمها بالدعاء والصلوات والتهديدات الفارغة، ولا حتى بالفصائل التي تعتمد عليها طهران، في إشغال عدوها في المنطقة،فنجاح إستراتيجية الرئيس ترمب- إسرائيل في غزة والضاحية واليمن وسوريا ، هي نفسها التي يطبقها في العراق وايران ،وتلقى نجاحات سريعة ، مقابل هزيمة لمن يواجه هذه القوة الغاشمة ،فقديما قيل (الكثرة تغلب الشجعان)، وهنا ليست الكثرة في العدد، وإنما القوة العسكرية، والتكنولوجيا العسكرية ،التي الأحدث في العالم،نعم إستراتيجية الرئيس ترمب، تعتمد على هدفين رئيسين لاثالث لهما ،أولاً الإصرار على تفكيك ،وإنهاء برنامج إيران النووي، وتحويله الى برنامج سلمي، لايشكّل خطراً على أحد ، والثاني إنهاء خطر أذرع إيران في المنطقة، ونزع سلاحها ،ودمجها في الجيش والاجهزة والشرطة، وإزالة خطرها على مصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة،وبغير هذا لن يسكت ترمب ،عن تنفيذ تهديده الثاني ،وهو مواجهة إيران وأذرعها عسكريا في المنطقة.. واعلان حرب عالمية ثالثة كما يقول ….ننتظر لنرى ونسمع…….!!!!