18 ديسمبر، 2024 9:53 م

إيران وإذلال الشعبين العراقي والسوري

إيران وإذلال الشعبين العراقي والسوري

تختلف القراءات التاريخية عن القراءات العقائدية , حيث أن الأولى يمكن أن تمثل قانوناً استقرائياً نستطيع أن نخرج منه بنتائج تمثل توجهات الدول عبر التاريخ, فيما تمثل القراءات العقائدية معرفة ارتباط المجتمعات بالمغيبات وبعض الظواهر التي يعتبرها الإنسان جزء من ممارساته اليومية, والمشكلة الكبيرة التي واجهها العراقيون قبل ثلاث قرون من الزمن و يواجهونها اليوم مع إيران هي أن تلك الدول تنظر إلى تاريخها باستعلاء فيما تغلف سياساتها الخارجية بنوع من العقائد فإيران لازلت تنظر على أنها تلك الإمبراطورية الفارسية التي هدم العرب كيانها فأن الإيرانيين وأن دخلوا الإسلام لكن كطبيعة تشدهم إلى تاريخهم عادوا إلى النظام الملكي الشاهنشاهي الإمبراطوري وحتى بعد حصول ما يعرف بالثورة الإسلامية لم يختلف ذلك المنهج العنصري الفارسي, فحتى حين يختاروا زعيما روحياً لهم فهم لا يعتنون ولا يأبهون للحوزات التي تكون خارج إيران ولا يشاركونها الرأي في اختيار مرشد لثورتهم بل على العكس من ذلك تُسحق الحوزة العربية وتُهدم وتُحرق ويُسحل طلبتها في الشوارع ولا ننسى أن العراقيين الذين هربوا إلى إيران لم يُعطوا الجنسية الإيرانية, والشيء العجيب إن الذين هاجروا لدول الغرب معظمهم لم يعودوا للعراق فيما عاد العراقيون من إيران بأسرع مما يُتصور وهم يشكون تلك الحالة التي كانوا يعيشونها من التعنصر الإيراني والأغرب من ذلك عندما حصلت الهجرة للشباب العراقي وكان كثير منهم ممن شارك في الحشد لم تفتح لهم أبواب الجمهورية الإسلامية ولم يعتبروها ملجأ آمناً. كل ذلك ليس إلا إدراكاً للسياسة العنصرية الإجرامية التي كانت ومازلت تعمل عليها إيران ,ويبدو أن سياستها في العراق أصبحت سياسة هروب إلى الإمام فصراعها التوسعي في المنطقة واستغلالاً للاتفاق النووي مع الغرب جعلها أكثر إنفلاتاً وهاهي مليشياتها السلطوية تقتل وتخطف ولا يوجد رادع لها فهي تهين وتذل العراقيين وتذل الشعب السوري الذي تشرد بسبب المليشيات الإيرانية وما يعرف بفيلق القدس. والعرب ينظرون متفرجين طول تلك المدة , فهل تتحرك دول الخليج أم تنتظر حتى يصل المد الفارسي إليهاهكذا يقول المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني .((… لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!!
ثانيًا ــ هنا يقال: هل يمكن تدارك ما فات؟!! وهل يمكن تصحيح المسار؟!! وهل تقدر وتتحمّل الدول الدخول في المواجهة والدفاع عن وجودها الآن وبأثمان مضاعفة عما كانت عليه فيما لو اختارت المواجهة سابقًا وقبل الاتفاق النووي؟!! فالدول الآن في وضع خطير لا تُحسَد عليه!!! فبعد الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!! وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول المواجهة؟!! وهل هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!! …))