لاتستطيع التصريحات البراقة للمسٶولين الإيرانيين ولا المقالات البالونية في وسائل الاعلام الحکومية في إيران أن تغطي على الواقع المزري والاوضاع السلبية القائمة في البلاد مع بداية عهد إبراهيم رئيسي، ذلك إن هناك أزمات ومشاکل کثيرة يمکن القول بأنها مزمنة ومن الصعب معالجتها بالطريقة الدراماتيکية البهلوانية لحکومة رئيسي کما ينتظر منها المرشد الاعلى للنظام، إذ بالاضافة الى أزمات حادة تعصف بالنظام وتقف کالغول أمام حکومة رئيسي البائسة، فإن من أخطر تلك الازمات بحسب موقع”إقتصاد أون لاين الحکومي” في 29 من الشهر الماضي، هي أزمة العجز في الميزانية حيث قالت وزارة الخزانة إنه في الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة كان 24.5 في المائة من الموارد الحكومية من مكتب الخزانة أي طباعة النقود التي يقوم بها البنك المركزي. ويضيف هذا الموقع ليبين بوضوح وخامة الوضع الاقتصادي عندما يضيف بأن”في نفس الفترة تم الحصول على 11.6 مليار تومان فقط من عائدات تصدير النفط والمنتجات البترولية أي حوالي 9٪ من الميزانية المعتمدة لتلك الفترة الزمنية” وتستطرد لتکشف عن المزيد من بٶس الاوضاع الاقتصادية وماينتظر حکومة رئيسي من مصائب بالقول:” ومن المثير للاهتمام أنه خلال هذه الفترة تم بيع 5000 مليار تومان فقط من الأوراق المالية الإسلامية وفشلت الحكومة في بيع حوالي 20 ألف مليار تومان أخرى من نفس الأوراق المالية.”ويعترف الموقع بما ينتظر النظام من مفاجئات غير سارة عندما يخلص الى القول:” والحقيقة هي أنه عند وضع اليد على اي مجال من المجالات الاقتصادية فلن نخرج إلا بالحيرة والارتباك من شدة الظروف الاقتصادية الحرجة للغاية، وهذا ما يجعل المجتمع الإيراني قريبا جدا من نقطة الغليان.”.
ومن دون شك فإن المعلومات المثيرة والصادمة أعلاه إذا ماقمنا بإضافتها الى تقرير ملفت للنظر صادر عن مرکز الإحصاء المعامل الجيني في إيران بما قد اوردته من معلومات صادمة بالمرة فإننا سنکون أمام أوضاع إستثنائية إذ يقول هذا التقرير:” دقق مركز الإحصاء المعامل الجيني في البلاد وبحسب تقريره الأخير الذي دلل على أن اتساع الفجوة بين طبقات المجتمع هي لصالح الأغنياء، وبعبارة أخرى أصبح الأغنياء في عام 2020 أكثر ثراءا وأصبح الفقراء أكثر فقرا”.(اعتماد1 سبتمبر2021) ويضيف التقرير ذاته أن أحد أهم أسباب فقر الشعب الإيراني هي التكاليف المدمرة لعلاج مرض كورونا الذي أغرق غالبية المجتمع في هاوية الفقر المدقع” ويضيف التقرير ليٶکد تفشي الفقر وزيادة الفوارق الطبقية بصورة حادة:” وإلى جانب تضخم بنسبة بلغت 45٪ نشهد بطالة ملايين الشباب الذين لم يعد بإمكانهم حتى الحصول على دخل ضئيل ويقول التقرير الحكومي “رغم إعلان رئيس لجنة الإغاثة مؤخرا أنه إذا كان 33٪ أي حوالي 26 مليون شخص في المجتمع يعيشون تحت خط الفقر فإن وجود حوالي 48 في المائة أي 12 مليون أسرة في البلاد يظهر عمق الفقر الذي تعاني منه البلاد”، وکل هذا يدل على إن إيران وفي عهد رئيسي ستسير حتما ةعو المجهول ولاسيما وإنها مجرد إمتداد للحکومات السابقة ولاتمتلك أية خيارات ناجعة وفعالة بمقدورها أن تقلب الاوضاع لصالحها.