18 ديسمبر، 2024 7:40 م

إيران خسرت سليماني، لكن ماذا كسبت؟

إيران خسرت سليماني، لكن ماذا كسبت؟

لا شك أن إيران خسرت شخصية كريزمية مؤثرة (الجنرال قاسم سليماني)، لاسيما في السياسة الخارجية الإيرانية، وليس من السهل عليها تعويضها. لكنها مقابل ذلك ماذا كسبت؟

١_ هذه الحادثة أصابت المظاهرات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب ذات الغالبية الشيعية، والتي كانت تشكل صغطا كبيرا عليها، في مقتل. حيث فقدت زخمها بعد الحادثة، وأصبحت حدثا ثانويا في نشرات الأخبار.

٢_ أعادت ترتيب البيت الشيعي، وساعدت على ترك الخلافات الجانبية بين الصدر وبقية الفصائل للاستحواذ على القرار الشيعي في العراق، جانبا، ويتجلى ذلك في عودة جيش المهدي إلى الواجهة، وفي التشيع المهيب لقتلى الغارة الأميركية، الذي شارك فيه معظم الشخصيات الشيعية سواء الدينية أو السياسية، بالإضافة إلى الجماهير الكبيرة، وتواجد مقتدى الصدر في بيت قاسم سليماني للتعزية.

٣_ أعادت الشحن أو الخطاب الطائفي إلى الواجهة من جديد، و ذلك سيساعدها ليس فقط في مواجهة القوات الأميركية عسكريا، بل حتى على مستوى القرار السياسي العراقي سواء في البرلمان أو عند اختيار رئيس الوزراء المقبل أو الإبقاء على عبد المهدي .

٦_سيستغل حزب الله وزعيمه السيد (حسن نصر الله) حليف إيران في لبنان الحادثة خير استغلال، فهو شخصية بارعة في تجيش الشارع الشيعي، وسيلعب هو الآخر على الوتر العاطفي_المذهبي_الإسلامي في خطابه الشعبوي المقبل، وبذلك سيغطي على الاحتجاجات اللبنانية، و يبعد الأنظار عن المشاكل السياسية في الداخل اللبناني. و هناك احتمال كبير أن يستهدف المصالح الأميركية في لبنان.

ه_ أجهزت على الاحتجاجات الداخلية في إيران، و ستساهم في بروز الخطاب الشعبوي الذي يقول للشعب الإيراني، إننا نتعرض إلى مؤامرة وهجوم (صهيواميركي)، وهو الخطاب الذي سيلتف حوله غالبية الشعب الإيراني العاطفي.

٦_ إيران بيدها ورقة ثأرية لإذاء أميركا، التي ستعيش حالة من الرعب وهي تترقب وتنتظر الرد الإيراني، وربما فشلت الوساطة السويسرية والعمانية والقطرية( إلى الآن) لثني إيران عن القيام برد فعل عنيف، لهذا غرد ترمب وهدد قائلا: إنه سيرد ردا عنيفا اذا ما هاجمت إيران مصالحنا ومواطنينا.
إيران مجبرة على الرد لاعتبارين :
أولا: تعرضت هيبتها في الوسط الشيعي والإقليمي إلى هزة كبيرة، وهي سترد عاجلا أم آجلا، ولو ردا رمزيا؛ لاستعادة هذه الهيبة من جديد، لكن هي أيضا متخوفة من الانزلاق إلى حرب شاملة مع أميركا، التي بدورها لا تبحث عن حرب مفتوحة. لاسيما ترمب الذي لديه استحقاق انتخابي بعد أشهر، وهو الذي كان قد وعد الشعب الأميركي بسحب الجنود الأميركيين من مستنقع الشرق الأوسط.
ثانيا: لتقول للعالم لست ضعيفة لأتلقى الصفعة و أسكت عنها.

إن توقيت الغارة أو الضربة الأميركية خدم إيران وحلفائها كثيرا. الضربة كانت بمثابة حبل نجاة لهم، وأضرت بالمظاهرات في لبنان والعراق وإيران، بل قتلتها.