تزايد الاحتجاجات الشعبية في إيران وجنوحها للإنتشار أفقيا وشمولها مساحات أوسع، صار ما يشغل بال القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وخصوصا وإنه وعلى أثر التظاهرات الکبيرة التي حدثت في إصفهان وفي مدينة شهر کرد بسبب أزمة المياه، فقد إنتشرت الاحتجاجات في طهران ومدن أخرى حيث إحتج في طهران ضحايا الطائرة الأوكرانية و هتفوا شعارات من قبيل “الموت لخامنئي” و”لتسقط الجمهورية الإسلامية” أمام أنظار قوات الشرطة والاجهزة الامنية الى جانب إن المتقاعدون قد إحتجوا على وضعهم المعيشي المزري في كل من رشت شمال إيران والأهواز في الجنوب وفي اصفهان في وسط إيران والعديد من المدن الأخرى، کما إحتج طلاب العلوم الطبية على إدارة الجامعة فضلا عن احتجاج عمال البتروكيماويات في آبادان وعمال البلدية في شهركرد. ومن خلال کل ذلك يتبين بأن إيران تغلي من جديد وإن أنظار النظام وأجهزته الامنية تتابع هذه الاحداث والتطورات وتتخوف من التصدي لها بصورة مباشرة خوفا من أن تنجم عن آثار عکسية وتٶدي في النتيجة الى إعادة سيناريو الانتفاضتين السابقتين ولکن بصورة أکبر وأقوى.
قادة ومسٶووا النظام الايراني ووسائل الاعلام الايرانية الرسمية التي عملت طوال الاعوام الماضية على تحاشي ذکر المقاومة الايرانية عموما ومنظمة مجاهدي خلق خصوصا، لکنهم وعلى أثر النجاحات الکبيرة المحققة وبروز اسم ودور المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق، إضطروا أخيرا على الاکثار وبشکل ملفت للنظر للإشارة إليهما، ولکن يبدو إن النظام يحاول بطريقة وأخرى النيل من دور مجاهدي خلق المٶثر والتأثير السلبي عليه من خلال بث عملائه بين المتظاهرين وترديد شعارات مناوئة للمنظمة وممجدة للنظام، وهو تطور أثار التهکم والسخرية في الاوساط الشعبية.
نجاح المقاومة الايرانية غير العادي في کسر الطوق الذي فرضه النظام الايراني على تحرکاتها ونشاطاتها بإتجاه بلدان المنطقة والعالم، وتمکنها من قلب المعادلة القائمة رأسا على عقب لصالحها وحشرها في داخل إيران في زاوية ضيقة جدا ولاسيما بعد أن تجلى تأثيرا النشاطات والفعاليات الخارجية التي تقوم بتنظيمها الجالية الايرانية من أنصار المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، کل ذلك صار يثير الکثير من المخاوف في طهران ويجعل النظام يحذر أکثر من اللازم من توسع دائرة الاحتجاجات وإحتمال إنفلات الامور وخروجها عن سيطرته وهو أمر وارد وحتى صار المسٶولون في داخل النظام يرکزون على التحذير منه ومن أن تأخذ مجاهدي خلق بزمام المبادرة مرة أخرى کما فعلت في الانتفاضتين السابقتين، وليس هناك من شك بأن الانظار تتجه الى داخل إيران وتتابع الاحداث عن کثب منتظرة ومتوقعة حدوث تطورات غير عادية.