19 ديسمبر، 2024 2:49 م

إيران تعرف حجمها وتهادن خصمها!!

إيران تعرف حجمها وتهادن خصمها!!

السلوك الإيراني على مر العصور يتصف بأن القول يتقاطع مع الفعل , والمصلحة دين ومذهب وما يتعارض معها يصبح عدوا وعدوانا.
والواقع القائم يخدم المصالح الإيرانية وخصوصا العقائدية , أو آيديولوجية الوهم الفتاك الذي تؤكده بسلوكها المتكرر.
ويمكن تقدير ما سيحصل لأية حالة من معرفة ما حصل لها في الماضي لأنه يوفر الأدلة الموضوعية لتقرير ما ستكون عليه .
وتأريخ التفاعل الإيراني مع الأخطار والتهديدات يشير إلى أنها تهادن خصمها القوي وتذعن لإرادته حفاظا على وجودها ومصالحها , لكنها تقاتل العرب والمسلمين , وهي معروفة بمسيرتها العدوانية على العرب والمسلمين وعلى مر العصور.
والعلة في هذا السلوك أنها مرهونة بعقدة الإمبراطورية والمجد الفارسي الذي يتجسد في وعيها ولا وعيها الجمعي , وأن العرب هم الذين حطموا أسطورتها الحضارية ولا بد من العدوان والإنتقام.
والعجيب في السلوك الإيراني أنه لم يتمكن من التعافي أو التحرر من هذه العقدة المريرة المعضلة , فالعرب لم يحطموا إيران وإنما نقلوها إلى حالة أخرى ذات قيمة حضارية ودور إنساني متقدم , لكن الفهم الإيراني للتفاعل مع العرب يتميز بالسلبية وفقدان الرؤية الموضوعية والعقلانية , وتهيمن عليه الإنفعالات والعواطف العقائدية العدوانية المسيسة.
ولهذا فأن القول بأن حربا شعواء ستتحقق ما بين إيران والقوى الغير عربية والغير مسلمة أمر يشبه المستحيل , وما يجري هو تدمير للواقع العربي في هذه الدولة أو تلك , بإستخدام العرب المغرر بهم أو الملعوب بعقولهم وعواطفهم.
ونتيجة ما يدور في الواقع التصارعي المزعوم , أن إيران ستجلس على طاولة المفاوضات وستستسلم للإملاءات وستقوم بما هو مطلوب منها , وستمضي الحالة كما هي لأنها تخدم المصالح وتحقق الأهداف , وإن حصل غير هذا , فذلك يعني أن دور العمامة قد إنتهى وعلى النظام أن يتغير , وهذا إجراء مشكوك به في الوقت الحاضر , لأن ما تحقق منذ 1979 وحتى اليوم يفوق جميع التقديرات والتوقعات , مما يعني أن دور العمامة لا يزال نافعا وبحاجة إلى عقود أخرى وأخرى , وربما سيطغى على مسيرة القرن الحادي والعشرين.
فالمطلوب أن يبقى العرب وإيران في تصارع وإفتراق , ومن الخطوط الحمراء أن يحصل تقارب أو إتحاد إيراني عربي تركي , لأن العالم سيتغير وسيكون مرهونا بإرادة القِوى الثلاثة!!
وعليه فأن حربا ما بين إيران وغير العرب أو غير المسلمين لن تحصل أبدا , وما حصلت سابقا , فهل سترعوي إيران وتعيد النظر بتصوراتها وتكون مع جيرانها أمة واحدة ليفوز الجميع بالقوة والإقتدار؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات