في خضم حالة الفشل والاحباط المستمرة التي يعاني منها النظام الايراني بعد أن وصلت الأزمة الخانقة التي يعاني منها الى ذروتها، فإن التهديدات والمخاطر التي باتت تحدق بالنظام من کل جانب لم يعد بإمکان الاخير تجاهلها أو التقليل من شأنها ولاسيما وإن الغضب الشعبي في تصاعد مستمر الى درجة إن قادة النظام يتخوفون منه کثيرا ويحذرون من إحتمال إندلاع إنتفاضة بسبب، ومن هنا فإن النظام الذي حاول من خلال آخر فصل من مسرحية الاعتدال والاصلاح التي بدأها محمد خاتمي في أواسط العقد التاسع من الالفية الماضية ويواصلها حسن روحاني منذ أغسطس/آب2013، أن يشغل الشعب ويقلل من الضغط المسلط عليه، لکن لايبدو إن ذلك ممکنا ولاسيما بعد أن وصلت الامور کافة الى مايمکن تشبيهه بالطرق المسدودة، فقد بادر المرشد الاعلى للنظام من جانبه الى طرح خيار”الحکومة الاسلامية الفتية” التي قال بأنه يضع کل آماله فيها، متصورا بأن طرحه هذا سيهم الشعب وسيجعله يراهن عليه، لکن وطوال الفترة التي تسلم فيها خامنئي منصب المرشد الاعلى، فإن الاوضاع في إيران سارت وتسير من سئ الى أسوأ وشهدت البلاد 4 إنتفاضات عارمة بوجه النظام عامة وخامنئي خاصة مطالبة إياه بالتنحي ورافعة شعارات”الموت لخامنئي”.
خامنئي الذي يتصرف بصورة وطريقة فوقية وکأن الذي يجري في إيران ومايعاني منه الشعب من أوضاع بالغة السوء أمر لايخصه وليس له من أي دور فيه في حين إن النظام الايراني کما نعلم يقوم على أساس السلطة المطلقة للمرشد الاعلى وإذا ماکان هناك من مسٶول بالدرجة الاولى عن کل الاوضاع والامور الجارية في البلاد فإنه خامنئي دون غيره، وإن طرحه لإقتراح”الحکومة الاسلامية الفتية” يأتي بعد أن صار يعلم جيدا بأن مسرحية الاعتدال والاصلاح قد إنتهت ولم يعد هناك من يهتم أو يکترث لها ولذلك فإن خامنئي ومن خلال إقتراحه هذا يريد أيضا أن يعلق فشل النظام على شماعة مسرحية الاعتدال والاصلاح حيث بدأت ثمة أصوات في النظام تتعالى مطالبة بإستقالة روحاني، لکن روحاني الذي يبدو إنه شعر باللعبة الخبيثة التي ەقوم بها خامنئي ضده ولذلك فإنه أعلن بطريقة غير مباشرة تماما مثل خامنئي عن رفضه لمبادرة خامنئي قائلا بأن”مصدر التشريع لنا جميعًا سواء للحكومة أو المجلس هو تصويت الشعب. والشعب هو الذي يمنح السلطة لمجموعة من المواطنين لفترة محدودة لكي يخدموا البلاد في إطار الدستور”، وهذا يعني إعلان مواجهة بينه وبين روحاني.
هذه المواجهة التي تتزامن مع سلسلة إعترافات صريحة من جانب قادة النظام بمسألتين حساستين أولها وخامة الاوضاع وإحتمال قيام إنتفاضة شعبية، والثاني الاعتراف بتنامي شعبية منظمة مجاهدي خلق في أوساط الشباب الايراني وفي الجامعات والمعاهد حيث حذر خامنئي بنفسه من ذلك کما تناولته وسائل إعلام النظام وسلطت عليه الاضواء عن کثب، ومن دون شك وفي ظل الظروف الدولية السائدة ولاسيما الموقف الدولي من النظام الايراني فإنه ليس هناك من أي أمل بشأن إحتمال أن تتحسن الاوضاع بل وکما أکد العديد من المسٶولين في النظام فإنه يجب إنتظار الاسوأ!