إلقاء نظرة على واقع الشعب الايراني بعد 37 عاما من حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تبين بأن هذا الشعب قد صار کاهله مثقلا بالمشاکل و الازمات و يواجه أوضاعا سلبية على مختلف الاصعدة، وإن سبب کل ذلك يکمن في السياسات غير الحکيمة لهذا النظام و الذي يهدف الى تحقيق مشروع سياسي ـ فکري له بإقامة إمبراطورية دينية متطرفة تسيطر على المنطقة کلها.
إمتداد نفوذ و هيمنة هذا النظام ليشمل أربعة بلدان في المنطقة و الآثار و النتائج و التداعيات السلبية لذلك على المنطقة کلها، إنعکس بصورة بالغة السلبية على الشعب الايراني الى الحد الذي جعل من الفقر و المجاعة و الادمان و البطالة و الجريمة، مظاهر تهيمن على المشهد الايراني بکل قوة، وإن ماقد ذکرته تقارير أخيرة من معلومات مأساوية عن أوضاع و مستجدات سلبية أخرى بالغة الوخامة، أثبت بأن هذا النظام يصر على قيادة هذا الشعب من مصيبة الى أخرى أشد وطأة منها.
إنها کارثة وطنية و غير مسبوقة في تأريخ إيران. هکذا وصفت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية عملية لجوء الناس الفقراء والمصابين بالادمان الى قبور أطراف العاصمة لاتخاذها مأوى لهم، وقد کانت مصيبة عندما إستطردت قائلة بأن هذا النظام يدمر في حکمه كل ساعة حياة العديد من المواطنين ويورط إيران في تقهقر وفساد. ولاغرو من إن لجوء أبناء الشعب الايراني و بسبب من النتائج و التداعيات السلبية لسياسات هذا النظام الى السکن في المقابر و في بيوت من الورق المقوى وهو يقبع على بحيرة هائلة من البترول، تأکيد و إثبات بأن هذا اللنظام يعادي شعبه و يبدد ثرواته و إمکانياته في مخططات تضر الشعب الايراني أيما ضرر.
الملفت للنظر هنا هو إن الشعب الايراني الذي يسکن مايقارب من 18 الى 20 مليون من أبنائه في 2700 مجمعات مصنوعة من الأكواخ والصفائح ومساكن عشوائية خاصة أطراف المدن الكبرى، الى جانب تفشي ظاهرة مشينة للاتجار بالنساء والفتيات الإيرانية البائسات وتهريبهن الى دول أخرى، وزيادة عدد الأمهات اللاتي يلصقن اعلان بيع أطفالهن الرضع على جدران الشوارع وأكثر من 30 بالمئة من نسمة البلاد الذين يصارعون الجوع حسب اعتراف المسؤولين الرسميين، بحسب ماذکرته السيدة رجوي في بيان لها بمناسبة إکتشاف سکن المواطنين الايرانيين في المقابر، يمکن إعتباره کإثبات قطعي على وصول هذا النظام الى طريق مسدود و ليس بإمکانه أبدا أن يعالج هذه المشاکل و الازمات و يتصدى لها بما يوجد حلول مناسبة لها، والذي صار واضحا بأن الحل الوحيد لکافة مشاکل إيران يکمن برحيل هذا النظام فقط.
[email protected]